ليس كل طالب بمرزوق ولا كل مجمل بمحروم. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)      إياك والإعجاب بنفسك والثقة بما يعجبك منها وحب الإطراء. ( نهج البلاغة ٣: ١٠٨)        لن لمن غالظك فإنّه يوشك أن يلين لك. ( نهج البلاغة ٣: ٥٤)      لن تقدّس أمة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي غير متتعتع. ( الرسول صلى الله عليه وآله وسلم). ( نهج البلاغة ٣: ١٠٢)      أهل الدنيا كركب يسار بهم وهم نيام. ( نهج البلاغة ٤: ١٥)      
البحوث > الفقهية > حكم كشف وجه المرأة في الشرع الإسلامي الصفحة

حكم كشف وجه المرأة في الشرع المقدس
حسين علي البيات

المقدمة
مسألة كشف الوجه أو ستره بالنسبة للمرأة هي من المسائل المهمة في الفقه الإسلامي نظراً لتشعب موضوعها في إطارها الفقهي أولاً، وثانياً في تأثيراتها على الساحة الاجتماعية بشكل كبير، وتلقى اهتماما كبيراً خاصة عند مناقشة تأثيراتها سلباً أو إيجاباً على نسبة المشاكل الاجتماعية المتعلقة بها.
وهذا البحث الاستدلالي على تواضعه فقد حاولت طرح الآراء المجوزة متمثلة بآراء صاحب (الحدائق) ـ قدّس سرّه ـ والآراء المانعة وهي آراء السيد الخوئي قدس سرّه، كما في المستند وإن كانت فتواه ـ قدّس سرّه ـ على الاحتياط الوجوبي. وقد حاولت طرح آراء العلماء المتقدمين والمتأخرين للتعرف على رأي فقهي إجماعي إذا كان هناك رأي من هذا القبيل كما حاولت انتهاج أسلوب اُستأذنا الفقيه سماحة السيد منير في تفصيل المسألة بكل ملابساتها ومتعلقاتها وأرجو أن أكون قد وفقت إلى ذلك.
أما توثيق الرجال فقد اعتمدت على معجم رجال الحديث للسيد الخوئي ـ قدّس سرّه ـ وعلى تنقيح المقال للمامقاني ـ قدّس سرّه ـ في تخريج الرواية الموثقة ولم أبحث بحثاً تفصيلياً دقيقا عن حالة كل راوي بل اكتفيت بالرجوع إلى هذين المصدرين إلاّ في (عمرو بن شمر) و(علي بن سويد) نظراً لعلاقة الموضوع بشكل كبير بالاستدلال وأهمية الرواية بالنسبة للاستدلال نفسه فقد رجعت إلى مصادر اُخرى كرجال الكشي والنجاشي وغيرها من المصادر الرجالية.
وقد اعتمدت في البحث الفقهي بجانب (الحدائق) و(المستند)، على (الجواهر) و(المستمسك) و(الحجاب) للمطهري و(الستر والنظر) للشيخ شمس الدين بالإضافة الى مراجعة بعض الكتب القديمة (كالخلاف).
وقد حاولت من خلال الدراسات الحديثة حول الدافع والإثارة الجنسية إلى تحقيق معنى النظرة الشهوية أو النظر الزنوي للتعرف بشكل أكبر حول معنى تلك النظرة ودراسة الرواية من زوايا مختلفة .
أما بداية البحث فقد استعرضت آراء الفقهاء المتأخرين والمتقدمين للتعرّف على النظرة الفتوائية المشهورة أو الوصول إلى حكم إجماعي في هذا المجال ولكن الملاحظ عدم وجود إجماع على رأي إلاّ انك تلاحظ التقييدات المختلفة عند من يجوّزون، كالتقييد بالنظرة الواحدة أو عدم النظر بالريبة، ثم ابتدأت بالروايات المانعة صراحةً عن الكشف ثم الدالة بالمفهوم و التي يستدل المانعون بها وابتدأت بالمانعة نظراً لأن المتعارف عليه اجتماعياً هو المنع أي في وجوب الستر. ونرجو من الله التوفيق.