لا تحملن على ظهرك فوق طاقتك فيكون ثقل ذلك وبالاً عليك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٦)      إن استطعت أن لا يكون بينك وبين الله ذو نعمة فافعل. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)      رب كلمة سلبت نعمة وجلبت نقمة. ( نهج البلاغة ٤: ٩١)      كثرة الإطراء تحدث الزهو وتدني من العزة. ( نهج البلاغة ٣: ٨٨ )       إياك أن توجف بك مطايا الطمع فتوردك مناهل الهلكة. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)      
البحوث > القرآنية > القرآن والحياة الصفحة

القرآن والحياة
* الشيخ مرتضى المطهري
نحاول في هذه الدراسة التعرف على المنطق القرآني الخاص حول الحياة، وماهي الرؤية القرآنية واُسلوب القرآن في موضوع علاقة الحياة بما وراء الطبيعة وإرادة اللّه ؟
لقد ورد ذكر الحياة كثيراً في القرآن الكريم، فقد ذكرت في آيات عديدة، أمثال هذه المفاهيم: أحياء الموجودات، ظهور الموجودات الحيّة، تطورات الحياة، النظام الحاكم في خلق الموجودات، آثار الحياة، وخواصها، أمثال الفهم والشعور والإدراك والسمع والبصر والهداية، والإلهام والغريزة وغيرها، حيث اعتبرها القرآن الكريم آيات وعلامات ومؤشرات على الحكمة والتقدير الإلهيين، وكل واحد من هذه المفاهيم في نفسه، موضوع مثير، ولكننا لسنا في مجال البحث عنها ودراستها .
من المسائل الحياتية التي تعرّض لها القرآن الكريم (إن الحياة بيد اللّه، وإن اللّه تعالى هو الذي منح الحياة، وانه يقبض الروح)، ويستهدف القرآن الكريم بهذا المنطق الخاص، أن يؤكد على أن الحياة ليست بمتناول غير اللّه، فلا يمكن لغيره أن يمنح الحياة أو يأخذها، ونحن نحاول البحث حول هذه الفكرة في هذه الدراسة .
ففي سورة البقرة، ينقل القرآن الكريم عن لسان إبراهيم(عليه السلام)، مخاطباً طاغية عصره (ربي الذي يحيي ويميت)، هو الذي يعطي الحياة ويأخذها، وفي سورة الملك، تصف الباري تعالى : (الذي خلق الموت والحياة)، وهناك آيات كثيرة تؤكد على هذه الحقيقة، وأن المحيي والمميت هو اللّه فحسب، حيث تـنسب إعطاء الروح وقبضها، بصورة مباشرة للّه، حيث تخرج غيره تعالى عن هذا المجال، ومنها تلك الآيات التي تحدثت عن إحياء بعض الأنبياء للموتى، حيث تؤكد على هذا الشرط، بأن العمل تم بإذن اللّه تعالى، مثال الآية (٤٩) من سورة