بكثرة الصمت تكون الهيبة. ( نهج البلاغة ٤: ٥٠)      إياك ومصادقة الكذاب فإنّه كالسراب يقرب عليك البعيد ويبعد عليك القريب. ( نهج البلاغة ٤: ١١)        ليس جزاء من سرك أن تسوءه. ( نهج البلاغة ٣: ٥٤)      المرء مخبوء تحت لسانه. ( نهج البلاغة ٤: ٣٨)      ليس شيء أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من إقامة على ظلم. ( نهج البلاغة ٣: ٨٥)      
البحوث > القرآنية > تطوير مناهج التفسير في القرن الأخير الصفحة

تطور مناهج التفسير في القرن الأخير
بقلم: موسى صدر ـ أمان الله فريد
ترجمة: احمد العبيدي
يتفوق القرن الأخير تفوقا كبيرا على القرون السابقة له في عدد تفاسير القرآن التي اُلفت فيه، إذ تشير الإحصائيات في هذا الحقل(١)، ان عدد ما كتب من تفاسير في كل قرن كان يتراوح بين ٢٥ إلى ٣٥ تفسيراً، فيما يناهز عدد التفاسير الهامة التي أنتجها هذا القرن الستين، وهو كما ترى عدد يتجاوز ضعف ما أنتجه أي من القرون الماضية. ولم يقتصر هذا التفوق على المستوى الكمي، فقد امتازت تفاسير هذا القرن أيضاً على التفاسير القديمة بتنوع أساليبها وتطور مناهجها بما لا مجال للمقارنة.
لقد أفرز هذا القرن اتجاهات متعددة ومناهج وأساليب حديثة طبعت الحركة التفسيرية عامة باتجاه خاص. ومع ان قسما من هذه التغيرات أعتى عمرا من سِنيّ هذا القرن وأبكر منه، غير ان الذي استجد فيه هو اتساع دائرة هذا التغيير والتجديد وشمولها لكافة أبعاد الحقل التفسيري.
ولم يكن التغيير الذي شهده مسرح التفسير منحصرا في تنوع الاسلوب وتطور المنهج، فالنماذج البارزة للتفاسير الحديثة، والتي مثّل كلُّ واحد منها ولادة منهج جديد في التفسير، تكشف إلى جانب ذلك عن حصول عملية استبعاد وحذف أو تهميش لبعض العناصر التي اعتادتها التفاسير التقليدية، لا سيما تلك العناصر التي لم تعد مجدية في عصرنا الحديث. وليست عملية الاستبعاد والحذف والتهميش هذه بأقل أهمية عما اضيف إلى التفسير الحديث من عناصر. وبهذا يظهر ان التفسير الحديث إنّما اكتسب صفة التجدد والحداثة من جانبين، الإضافة من جانب، والحذف من جانب آخر. من هنا فان عملية رصدنا لخصائص تفاسير القرن الرابع عشر الهجري ستكون مبتسرة وقاصرة ما لم تستوعب كلا وجهي التغيير (الايجاب والسلب)، ولنبدأ بالسلب أولاً.

(١) انظر: اقا بزرك الطهراني، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ط بيروت، دار الاضواء، ج٤، ص٢٣١ – ٣٢٢؛ بهاء الدين خرمشاهي، التفسير والتفاسير الحديثة، ط طهران، منشورات كيهان، ص١٨٩ – ٢٠٩؛ محمد علي ايازي، المفسرون حياتهم ومنهجهم، ط وزارة الثقافة والارشاد الاسلامي الايرانية، ص٧٩٢ – ٨٠٤.