صدر العاقل صندوق سره. ( نهج البلاغة ٤: ٣)      أكبر العيب ما تعيب ما فيك مثله. ( نهج البلاغة ٤: ٨٢ )      من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومنّ من أساء به الظن. ( نهج البلاغة ٤: ٤١)        بادر الفرصة قبل أن تكون غصّة. ( نهج البلاغة ٣: ٥٣)        لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرّاً. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)      
البحوث > القرآنية > حقوق الإنسان في القرآن والسنة الصفحة

حقوق الإنسان في القرآن والسنة
د. عمر يوسف حمزة *
المقصود بحقوق الانسان هي الحقوق الواجبة له، وتلك المفترض أن تكون له كانسان وتلزم له في حياته لزوماً معتاداً، ليعيش في مجتمع حر مستقل بعيداً عن الاستبداد والظلم والتدخل في شؤون الفرد الخاصة، الا فيما كان وراء ذلك مصلحة عامة للمجتمع أو خاصة بذات الفرد، ومهما يكن، فان الحقوق تتنوع حسب متطلبات الحياة وتطورها، وفي كل يوم يقر للانسان بحقوق جديدة، والمقصود من بحثنا هذا هو ما قرره الاسلام للانسان من حقوق، وما أقر به المجتمع الدولي له كذلك عبر الاتفاقات الدولية، وسنكتفي ببيان الحقوق الرئيسية الثلاثة: الحرية، المساواة، الاخاء.
أولاً: شمول الحرية في الاسلام
أقر الاسلام لكل انسان ـ بوصفه انساناً ـ حق الحرية(١) وحرّم استرقاقه دون سبب مشروع.
وقد اتخذ الاسلام الحرية الفردية دعامةلجميع ما سنه للناس من عقائد ونظم وتشريع، وتوسَّع في اقرارها، فلم يقيد حرية الفرد الا في الحدود التي يقتضيها الصالح العام أو يدعو اليها احترام حرية الاخرين، وعمد الى كل نظام يتعارض مع هذه المبادئ، فألغاه مرة واحدة ـ ان كان لايترتب على الغائه مرة واحدة زلزلة واضطراب في الحياة الاجتماعية ـ أو الغاه على مراحل وقيده بقيود تكفل القضاء عليه بالتدريج ان كان في الغائه مرة واحدة ما يؤدي إلى هذه النتائج(٢).
وقد حرص الاسلام على تطبيق مبدأ الحرية في هذه الحدود، وبهذه المناهج في مختلف شؤون الحياة، وأخذ به في جميع النواحي التي تقتضي كرامة الفرد أن يؤخذ به في شؤونها وهي النواحي المدنية، والنواحي الدينية ونواحي التفكير والتعبير، ونواحي السياسة والحكم، ووصل به في كل ناحية من هذه النواحي الأربع إلى شأو رفيع لم تصل إلى مثله شريعة أخرى من شرائع العالم، قديمه وحديثه ..
وسنقف فيما يلي على النواحي الآتية:
١ـ حرية الانسان العامة.

(*) استاذ كلية الشريعة في جامعة قطر.
(١) راجع: العاملي، محمد الجواد بن محمد الحسيني، مفتاح الكرامة، ج٦، ص١١٧.
(٢) راجع: حقوق الانسان في الاسلام، د. علي عبد الواحد وافي، ص١٨٩ وما بعدها.