من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر. ( نهج البلاغة ٤: ٤٧)      ليس شيء أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من إقامة على ظلم. ( نهج البلاغة ٣: ٨٥)      في عقب غيركم تحفظوا في عقبكم. ( نهج البلاغة ٤: ٦٦)      ما أكثر العبر وأقل الاعتبار. ( نهج البلاغة ٤: ٧٢)        الرزق رزقان: رزق تطلبه ورزق يطلبك، فإن أنت لم تأتِه أتاك. ( نهج البلاغة ٣: ٥٥)      
البحوث > القرآنية > كيف نفهم القرآن؟ الصفحة

كيف نفهم القرآن؟
الشهيد السيد محمد حسين البهشتي

مقدمات ضرورية في فهم القرآن
١ ـ لا شكّ أن الفهم الإجمالي للقرآن الكريم لا يختصّ بفئة معينة، فقد جاء القرآن ليستفيد منه الجميع، وهو ما أكدته آيات كثيرة، كما أكدت دائماً أنّ القرآن كتاب هداية للمتقين. فهو نور ومنوِّر، مبين ومبيِّن للحقائق والوظائف. وواضح جداً أن المستفيدين مباشرة من القرآن هم الذين بُعث فيهم النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله). وفي التاريخ قصص عديدة تحدّثت عن أفراد كانوا كافرين بالإسلام ويعارضونه، ولكنهم بعد أن استمعوا لبعض آيات القرآن وأدركوا معانيها تعلّقوا بالإسلام تعلّقاً شديداً واستهدوا بهداه.
لقد كان المسلمون يتعرّفون على تكاليفهم الشرعية من خلال الأحكام والأوامر الجهادية التي كانت تنزل على النبي(صلى الله عليه وآله) على صورة آيات قرآنية يبلّغها لهم ويتلوها عليهم، ولا شكّ في أن معظم القرآن ـ وليس القليل منه ـ ميسّر لفهم عامة الناس، كما صرّحت بذلك بعض الآيات القرآنية وشهد معناها الواضح عليه. وكذلك فان كل من له معرفة بالتاريخ والسيرة النبوية يعلم أن ذلك من مسلّماتهما.
٢ ـ إن القرآن مع كون معظمه ميسّراً لفهم العامة قد نزل اولا: باللغة العربية، وثانياً: بلغة عصر النبي، وثالثاً: كان خطاباً شفهياً وليس خطّياً، إذ كان كلاماً مباشراً خوطب به الناس تدريجياً وبمناسبات مختلفة، ولم يكن بشكل كتاب مؤلّف جرى تنظيمه من ألفه إلى يائه، وكان النبي يلقي على الناس ما ينزل إليه من آيات مشافهة فيحفظونها أو يكتبونها، وعلى المهتمين بدراسة القرآن وفهمه أن يولوا هذه المسائل الثلاث وما