أكرم الحسب حسن الخلق. ( نهج البلاغة ٤: ١١)      الغنى في الغربة وطن، والفقر في الوطن غربة. ( نهج البلاغة ٤: ١٤)      صدر العاقل صندوق سره. ( نهج البلاغة ٤: ٣)      العلم خير من المال، والعلم يحرسك وأنت تحرس المال. ( نهج البلاغة ٤: ٣٦)        لا تقل ما لا تعلم وإن قل ما تعلم. ( نهج البلاغة ٣: ٤٦)      
البحوث > القرآنية > تحليل النص والخطاب الصفحة

تحليل النص والخطاب
* غالب حسن

اللسان
اللسان ـ اساساً ـ هو العضو المثبت في أقصى تجويف الفم وتتصل نهايته بالأسنان، ويؤدي هذا العضو العجيب مجموعة وظائف جوهرية في حياة الإنسان، مثل تحريك الطعام داخل فضاء الفم لتسهيل عمليتي المضغ والبلع، والتذوق و تكييف الصوت، كما أن له جمالية، فالفم الخالي من اللسان اشبه بالمغارة الشائهة، وقد ورد في القرآن الكريم ما يشير الى كونه عضواً مهماً من أعضاء الجسم الإنساني.
قال تعالى [ ألم نجعل له لساناً وشفتين ].
قال تعالى [ لا تحرك لسانك لتعجل به …]. أي كما في التفسير، لا تعجل بقراءة القرأن قبل ان يوحى اليك ـ وان كان هناك تحفظ على هذا النوع من التفسيرـ قال تعالى [ويضيق صدري ولا ينطق لساني ].
لقد أُستعمل اللسان في القرآن كأحد الحواس، أي مثل العين والأُذن والجلد، واستعمل باعتباره عضوا لتكلم، وهنا أشارة جديرة بالإنتباه، ان الكتاب الكريم لم يتطرق الى الناحية الوظيفية لهذه الآلة أو هذا العضو إلا في مجال التكلم، ومن هنا نستفيد خطورة الكلام واهميته البالغة في الخطاب القرأني، لا أقول ان القرآن لم يتطرق الى موضوعة التذوق ـ مثلاُ ـ وهو نشاط متميز بالاهمية والضرورة، ففي كتاب الله اشارة رائعة الى ذلك، ولكن اريد القول، ان الإستعمال الوظيفي للسان صراحة في كتاب الله عز وجل انصب على التكلم، مما يعطينا صورة واضحة عن قيمة هذه الممارسة حضاريا وليس بايولوجياً.
اللسان ـ اللغة:
يقول تعالى [ومن أياته خلق السماوات والأرض واختلاف السنتكم والوانكم ان في ذلك لآيات للعالمين].
ما هوالفضاء الذي يتخلق من قوله تعالى [ وإختلاف ألسنتكم …] ؟
هناك تفسيران مطروحان في هذا الصدد …
الأول: اللغات، أي إختلاف اللغات من عربية و فارسية و انكليزية الى ما شاء الله.
الثاني: تباين وتعدد الأصوات والأنغام والنبرات.
وسواء كان هذا المعنى أو ذاك، لا يخرج التفسير عن دائرة اللغة، على أن ألأتجاه الأول أقرب إلى المقصود ـ كما يبدو، لأن من معاني اللسان في مجال الاستخدام القاموسي هو اللغة، هذا مع ان الأية