كن في الفتنة كابن اللبون لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب. ( نهج البلاغة ٤: ٣)      أكرم الحسب حسن الخلق. ( نهج البلاغة ٤: ١١)      بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد. ( نهج البلاغة ٤: ٤٩)      من أمن الزمان خانه، ومن أعظمه أهانه. ( نهج البلاغة ٣: ٥٦)      الغنى في الغربة وطن، والفقر في الوطن غربة. ( نهج البلاغة ٤: ١٤)      
البحوث > القرآنية > تفسير سورة البقرة (1) الصفحة

تفسير القرآن الكريم (سورة البقرة)
الأستاذ الشيخ محمود شلتوت
سبب هذه التسمية. قصة ذبح البقرة. مناهج الناس في فهم القصص القرآني، عرض لمقاصد السورة.
ـ ١ ـ
سورة البقرة أطول سورة في القرآن الكريم، فقد استغرقت جزءين ونصف جزء من ثلاثين جزءا قُسِّم إليها القرآن، وهي من أوائل ما نزل بالمدينة، وسميت بهذا الاسم لأنها انفردت بذكر حادثة قتل وقعت في بني إسرائيل على عهد موسى (عليه السلام)، وكان للبقرة ـ وهي الحيوان المعروف الذي إتخذ بنو إسرائيل من نوعه إلاهاً في وقت ما يعبدونه من دون الله ـ شأن إلهي عجيبى في هذه الحادثة: وقعت الجناية، وقتل القتيل، واختلف أهل الحي ـ الذي لوثت أرضه بدم الجناية ـ في القاتل: من هو ؟ وأخذ كلٌ يدفع الجناية عن نفسه ويتهم بها غيره، وفيهم من يعلم عين الجاني ويكتم أمره " وإذ قتلتم نفساً فادارأتهم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون " وترافع القوم إلى موسى (عليه السلام) ليحكم في هذه الجناية التي خفي مرتكبها، فأمرهم صلوات الله وسلامه عليه عن ربه جل وعلا أن يذبحوا بقرة وأن يضربوا القتيل ببعضها فيحيا بإذن الله ويخبر بقاتله، ولِما طُبع عليه بنو اسرائيل من العناد في تنفيذ الأوامر، وقفوا كالساخرين أو الهازئين من الأمر بذبح البقرة في هذا المقام، حتى لقد قالوا لموسى: أتتخذنا هزوا ؟ وما كان لنبي الله أن يسخر أو يهزأ، ولكنها القلوب الملتوية تنصرف عن الحق وتعاند في قبوله فسألوا عن البقرة: " قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا " أكثروا من السؤال وشددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم جزاء تنطعهم وتلكئهم في تنفيذ الأمر، شأنه في كل متشدد متنطع، وحددها لهم في دائرة ضيقة من السن والأوصاف والعمل: " قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك " " إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ". " إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها " واخيراً وبعد حيرة ومشقة عثروا عليها " فذبحوها وما كادوا يفعلون " ثم ضربوا القتيل بجزء منها فأحياه الله وأنبأهم بالمجرم الجاني " كذلك يحيى الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون ".
انفردت هذه السورة بذكر تلك القصة ومن أجلها سميت " سورة البقرة ".
ويجرد بنا أن نقف هنا وقفة نبين فيها مناهج الناس في شأن هام يتعلق بفهم القصص القرآني. فإن مما قيل في هذا القصص: إن كثيرا مما قصه القرآن لم يكن معروفاً من قبل، لا في الكتب الإلهية، ولا في الآثار التاريخية، وقد قيل هذا في تلك القصة بالذات.