المرء مخبوء تحت لسانه. ( نهج البلاغة ٤: ٣٨)        لن لمن غالظك فإنّه يوشك أن يلين لك. ( نهج البلاغة ٣: ٥٤)      كن سمحاً ولا تكن مبذراً، وكن مقدراً ولا تكن مقتراً. ( نهج البلاغة ٤: ١٠)        ربما كان الدواء داءّ والداء دواء. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)      أغنى الغنى العقل. ( نهج البلاغة ٤: ١١)      
المكتبة > القرآن > تفسير القرآن > جامع البيان في تفسير آي القرآن الصفحة

جامع البيان عن تأويل آي القرآن
تأليف أبي جعفر محمد بن جرير الطبري
المتوفي في سنة ٣١٠ هـ‍
الجزء الثامن
قدم له الشيخ خليل الميس
جامع البيان عن تأويل آي القرآن
ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل
وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن يوحي بعضهم
ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما
أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب
وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع
وإن تطع أكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله
إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله وهو أعلم
فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين
وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد
وذروا ظاهر الاثم وباطنه إن الذين يكسبون الاثم سيجزون بما
ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق
أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به
وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما
وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل مآ
فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام ومن
وهذا صراط ربك مستقيما قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون
لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون
ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من
وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون
يا معشر الجن والانس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم
ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون
ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون
وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم
إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين
قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون
وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والانعام نصيبا فقالوا هذا
وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم
وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمها إلا من
وقالوا ما في بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا ومحرم على
وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع
ومن الانعام حمولة وفرشا كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا
ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين قل ء
ومن الابل اثنين ومن البقر اثنين قل ءآلذكرين حرم أم
قل لا أجد في مآ أوحي إلي محرما على طاعم
وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم
فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة ولا يرد بأسه
سيقول الذين أشركوا لو شآء الله مآ أشركنا ولا آباؤنا
قل فلله الحجة البالغة فلو شآء لهداكم أجمعين
قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا
قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به
ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ
وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم
ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن وتفصيلا لكل
وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون
أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن
أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم
هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو
إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شئ
من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا
قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة
قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ئ
قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شئ ولا
وهو الذي جعلكم خلائف الارض ورفع بعضكم فوق بعض درجات
سورة الأعراف
المص
كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر
اتبعوا مآ أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه
وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون
فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنآ إلا أن قالوا إنا
فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين
فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين
والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون
ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا
ولقد مكناكم في الارض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما
ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا
قتادة: ولقد خلقناكم ثم صورناكم
قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير
قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج
قال أنظرني إلى يوم يبعثون قال إنك من المنظرين
قال فبمآ أغويتني لاقعدن لهم صراطك المستقيم
ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن
قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لاملان جهنم
ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما
فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من
وقاسمهما إنى لكما لمن النصحين
فدلتهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوأتهما وطفقا يخصفان
قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن
قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع
قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون
يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوأتكم وريشا
يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كمآ أخرج أبويكم من
وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها
قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه
يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا
قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من
قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن
ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا
يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي
والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم
فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته
قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من
وقالت أولاهم لاخراهم فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا
إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب
لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين
والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها أولئك
ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الانهار
ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا
الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة كافرون
وبينهما حجاب وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا
وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا
ونادى أصحاب الاعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا مآ أغنى
أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا
ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء
الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم
ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون
هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه
إن ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة أيام
ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين
ولا تفسدوا في الارض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن
وهو الذي يرسل الرياح بشرى بين يدي رحمته حتى
والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج
لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله
قال الملا من قومه إنا لنراك في ضلال مبين
قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب
أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا
أو عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم
فكذبوه فأنجيناه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنآ
وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما
قال الملا الذين كفروا من قومه إنا لنراك في
أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين ئ أو عجبتم
قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا
قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب أتجادلوني في
فأنجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا
وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما
واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الارض
قال الملا الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن
فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا
فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين
فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت
ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من
إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم
وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم
فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين
وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين
وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله
ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من
وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم