عوّد نفسك التصبُّر على المكروه ونعم الخلق التصبّر. ( نهج البلاغة ٣: ٣٩)        أحبب لغيرك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لها. ( نهج البلاغة ٣: ٤٥)       من أصلح أمر آخرته أصلح الله له أمر دنياه. ( نهج البلاغة ٤: ٢٠)      الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر. ( نهج البلاغة ٤: ٧٩)      إياك والعجلة بالأمور قبل أوانها أو التسقط فيها عند إمكانها. ( نهج البلاغة ٣: ١٠٩)     
البحوث > القرآنية > تفسير سورة المائدة (3) الصفحة

تفسير القرآن الكريم سورة المائدة ٣
الاستاذ الشيخ محمود شلتوت
خلاصة ما سبق ذكره عن الندائين الاولين - النداء الثالث - مقدمة في الصلاة - مكانة الصلاة من الدين وكونها عنصرا من العناصر المكونة لشخصية المؤمن - أثرها في تهذيب النفوس - كونها أقدم عبادة عرفت مع الايمان في جميع الشرائع - عناية الإسلام ببيان صفتها وأحكامها وجميع ما يتصل بها - هل يؤخذ عدد الصلوات المفروضة من القرآن - فضل صلاة الجماعة - دلالتها على أن الصلاة ليست مجرد عبادة شخصية - اشتمال الصلاة على جميع أساليب التعظيم - تيسير الله على عباده في الصلاة - توحيد الاتجاه الى القبلة وحكمته - شرح آية الطهارة - الوضوع والاختلاف في أركانه وشروطه - رأينا في المسح بالرأس - وفي النية - وفى التدليب - وفي الترتيب - وفي الاذنين والمرفقين والكعبين - رأى الجمهور في فريضة ((الرجلين)) - حجة من قال ان الفرض مسحهما لا غسلهما - رد الامام الرازى عليهم - رأينا في ذلك - دلالة هذا الخلاف على سعة الشريعة ويسرها - الغسل
خلاصة ما سبق ذكره عن النداءين الاولين:
قرر النداء الاول من النداءات الالهية في هذه السورة الكريمة: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ)) . الاساس في مسئولية الالتزام التعاقدى، وهو تشريع كلى يتناول الالتزام التعاقدى بين الله وعباده سواء أكان منشؤه الفطرة التي خلقهم عليها، أو التكليف الذي بعث به الرسول وأنزل به كتابه، ويتناول الالتزام التعاقدى بين الافراد بعضهم مع بعض، وبين الجماعات والامم بعضهم مع بعض.
و خلاصته أن الوفاء به واجب، وهو على اطلاقه يتناول كل تعاقد ما لم يتضمن أو يشتمل على تحريم ما أحل الله، أو احلال ما حرم.
و قرر النداء الثانى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ)) : وجوب المحافظة على الشخصية الدينية لجماعة المؤمنين، وهو تشريع كلى أيضا، يتناول أشياء كثيرة كما يشمل جانب الفعل فيما طلب، وجانب الترك فيما نهى عنه، وقد أردف كل من النداءين بالنص على بعض الجزئيات التي يتناولها، وسيق بيان ما عن لنا بيانه مما يتصل بهذين التشريعين الكليين.
النداء الثالث:
و هذا هو النداء الثالث، قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ