إياك والعجلة بالأمور قبل أوانها أو التسقط فيها عند إمكانها. ( نهج البلاغة ٣: ١٠٩)     ربّ قولٍ أنفذ من صول. ( نهج البلاغة ٤: ٩٤)        حفظ ما في الوعاء بشد الوكاء. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)      من تذكر بعد السفر استعد. ( نهج البلاغة ٤: ٦٨)      إذا أضرت النوافل بالفرائض فارفضوها. ( نهج البلاغة ٤: ٦٨)      
البحوث > القرآنية > تفسير سورة الانعام (1) الصفحة

تفسير القرآن الكريم سورة الانعام (١)
الاستاذ الشيخ محمود شلتوت
منهجنا في دراسة السورة - عود على بدء في شأن ما سبقها من السور: سورة الفاتحة تتضمن الإشارة الى جميع مقاصد القرآن - السور المدنية السابقة على ((الانعام)) متفقة في الهدف الاصلى مع اختلاف في التفاصيل - سورة البقرة في أسلوبها وأهدافها - سورة ((آل عمران)) بين حجاج أهل الكتاب وارشاد المؤمنين - سورة النساء وعنايتها بتنظيم جماعة المسلمين - سورة المائدة وما تضمنته من التشريعات الداخلية - رجع الى بيان المنهج - سورة الانعام متميزه في أهدافها عما قبلها - أهداف السورة اجمالا.
منهجنا في دراسة السورة:
سورة الانعام، هى السورة السادسة من سور القرآن الكريم في الترتيب المصحفى، ولها بحكم مكيتها، وبحكم الاسلوب الذي عالجت به قضاياها الاصلية، منهج خاص يخالف منهج السور الاربع المدنية التي سبقتها في الترتيب، وقد شاركها في البدء باثبات الحمد لله، أربع سور مكية، وهى: سورة الفاتحة وسورة الكهف،. وسورة سبأ، وسورة فاطر. ومن هنا رأينا زيادة في تشخيصها وتوضيحاً لمنهجها أن نعود فنضع أمام القارىء صورة اجمالية لما عرضت له كل سورة من السور الاربع المدنية السابقة عليها في الترتيب. ثم نضع بازاء ذلك صورة اجمالية لما عرضت هى له، وبذلك يتضح سبيل الموازنة بين المنهجين، ثم نقفى ثانياً ببيان سبيلها مقارناً ذلك بسبيل السور الاربع الاخرى التي شاركتها في المكية والبدء باثبات الحمد لله.
* * *
عود على بدء في شأن ما سبقها من السور:
سورة الفاتحة تتضمن الاشارة الى جميع مقاصد القرآن:
أما سورة الفاتحة، فهى - وان كانت مكية - قد أخذت باعتبار ما تضمنته من الاشارة الى جميع مقاصد القرآن، وبذلك اختيرت فاتحة الكتاب، وأطلق عليها ((أم القرآن)) أخذت بهذا الاعتبار، شخصية تكاد تكون مستقلة في المنهج وفي المقصد عن سائر سور القرآن مكية ومدنية، وصارت نسبتها الى جميع سور القرآن بهذه الشخصية واحدة، يدل كل ما فيها على كل ما فيه، ذلك أنها تشير الى جانبى الحق والخير، متعلقى العقيدة والعمل، والعقيدة والعمل هما عنصرا الكمال الانسانى الذي نزل القرآن لرسم طرقه والدعوة اليه; ففى العقيدة بالنسبة للمبدأ، جاء قوله تعالى: ((الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم))