من دخل مداخل السوء اتّهم. ( نهج البلاغة ٤: ٨١ )        أحبب لغيرك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لها. ( نهج البلاغة ٣: ٤٥)       الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد. ( نهج البلاغة ٤: ١٨)       ليس كل طالب بمرزوق ولا كل مجمل بمحروم. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)      لا تظنن بكلمة خرجت من أحدٍ سوءاً وأنت تجد لها في الخير محتملاً. ( نهج البلاغة ٤: ٨٤ )      
البحوث > الحديثية > روايات حبر الأمة ابن عباس الصفحة

روايات حبر الأمة ابن عباس
صادق السوداني
عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر ابن نزار بن معد بن عدنان(١).
كنيته أبو العباس، ولقبه حبر الأمة. صحابي جليل ولد بمكة، ونشأ في بدء عصر النبوة، فلازم رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وروى عنه الأحاديث الصحيحة.
وشهد مع الإمام علي ـ عليه السلام ـ الجمل وصفين، وكُف بصره في آخر عمره، فسكن الطائف وتوفي بها. له في الصحيحين وغيرهما ١٦٦٠ حديثاً.
قال ابن مسعود: (نعم ترجمان القرآن ابن عباس)، وقال عمرو ابن دينار: (ما رأيت مجلساً كان أجمع لكل خير من مجلس ابن عباس، الحلال والحرام، والعربية والأنساب والشعر)، وقال عطاء: (كان ناس يأتون ابن عباس في الشعر والأنساب، وناس يأتونه لأيام العرب ووقائعهم، وناس يأتونه للفقه والعلم، فما منهم صنف إلاّ يقبل عليهم بما يشاؤون).
وكان كثيراً ما يجعل أيامه يوماً للفقه، ويوماً للتأويل، ويوماً للمغازي، ويوماً للشعر، ويوماً لوقائع العرب، وكان عمر بن الخطاب إذا أعضلت عليه قضية دعا ابن عباس وقال له: (أنت لها ولا مثالها)، ثم يأخذ بقوله. (وينسب إليه كتاب في تفسير القرآن جمعه بعض اهل العلم من مرويات المفسرين عنه في كل آية، فجاء تفسيراً حسناً. وأخباره كثيرة)(٢).
أ - من رواياته في رسول الله صلى الله عليه وآله
١ـ عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ((إن الله قسم الخلق قسمين، فجعلني في خيرهما قسماً، فذاك قوله: (وأصحاب اليمين)، (وأصحاب الشمال)فأنا من أصحاب اليمين، وأنا خير أصحاب اليمين، ثم جعل القسمين أثلاثاً، فجعلني في خيرها ثلثاً، فذلك قوله: (وأصحاب(٣) الميمنة ما أصحاب الميمنة * وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة * والسابقون السابقون)، فأنا من السابقين، وأنا خير السابقين، ثم جعل الأثلاث قبائل، فجعلني في خيرها قبيلة، وذلك قوله: (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، وأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على الله ولا فخر، ثم جعل القبائل بيوتاً فجعلني في خيرها بيتاً، فذلك قوله: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً)، فأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب))(٤).

(١) ابن سعد، الطبقات الكبرى ٤:٣.
(٢) خير الدين الزركلي، الأعلام ٤: ٩٥.
(٣) هكذا ورد بالواو (وأصحاب)، والصحيح (فأصحاب) بالفاء.
(٤)أخرجه السيوطي في الدر المنثور في ذيل تفسير آية التطهير في سورة الأحزاب، وأخرجه الحكيم الترمذي، والطبراني، وابن مردويه، وأبو نعيم، والبيهقي معاً في الدلائل. عن فضائل الخمسة من الصحاح الستة ١:٧.