الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم. ( نهج البلاغة ٤: ٤٠)      إياك والعجلة بالأمور قبل أوانها أو التسقط فيها عند إمكانها. ( نهج البلاغة ٣: ١٠٩)      ليس كل طالب بمرزوق ولا كل مجمل بمحروم. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)        لا خير في علم لا ينفع. ( نهج البلاغة ٣: ٤٠)        العقل حفظ التجارب، وخير ما جرّبت ما وعظك. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢ـ ٥٣)      
البحوث > الحديثية > روايات ام المؤمنين عائشة في اهل البيت عليهم السلام الصفحة

روايات أم المؤمنين عائشة في أهل البيت عليهم السلام
صادق السوداني
هي ابنة أول الخلفاء أبي بكر عبدالله بن أبي قحافة عثمان ابن عامر بن كعب بن سعد بن تيم القرشي، وامها أم رومان بنة عامر بن عويمر. ولدت في السنة الرابعة بعد البعثة، وتزوجها الرسول ـ صلّى الله عليه وآله ـبعد وفاة زوجته الاولى خديجة، قبل الهجرة بسنتين، وعمرها ست سنوات، وبنى بها في شهر شوال، بعد مضي ثمانية عشر شهراً من هجرته إلى المدينة، وبعد غزوة بدر الكبرى، وقبض النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ وهي في الثامنة عشرة من عمرها.
أقامت مع النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ ثمانية اعوام وخمسة أشهر، ومكثت بعده في خلافة أبي بكر وعمر، وصدراً من خلافة عثمان من المؤيدين للحكم القائم، ثم انحرفت عن عثمان وترأست المعارضين; حتى إذا قتل قادت مناوئي ابن أبي طالب ـ عليه السلام ـ وخصومه إلى حربه ـ حرب الجمل ـ في البصرة، وبعد أن غُلبت في الحرب أعادها الامام علي ـ عليه السلام ـ مكرّمة إلى المدينة، حيث بقيت هناك، حتى إذا قتل ابن أبي طالب وتربّع معاوية على دست الحكم، واخذ يروّج نشر فضائل آل أمية خاصة، وحزب عائشة ومعارضي ابن أبي طالب عامة، اصبح لها في هذا الدور شأن خطير.
كنيتها أم عبدالله، تكنت باسم ابن اختها عبدالله بن الزبير.
توفيت ليلة الثلاثاء سبع عشرة خلون من شهر رمضان، من السنة السابعة أو الثامنة أو التاسعة والخمسين، فصلى عليها أبو  هريرة، ودفنت بوصية منها مع سائر امهات المؤمنين في البقيع(١)  .
ومما ورد عنها من روايات:
١ ـ سئلت عائشة عن خلق رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ فقالت: (لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً، ولا صخّاباً في الاسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح)(٢).
٢ ـ عن عائشة قالت: (ما خيّر رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ بين أمرين إلاّ أخذ أيسرهما مالم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ لنفسه إلاّ أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها)(٣).
٣ـ عن عائشة قالت: (كان فراش رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ من أدم وحشوه من ليف)(٤).
٤ ـ عن عائشة قالت: (إن النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ طرقه وجع فجعل يتقلب على فراشه، فقلت له: يا نبي الله لو أن بعضنا فعل هذا لوجدت عليه، فقال: ((إن المؤمنين يشتد عليهم البلاء، وإنه لا يصيب المؤمن نكبة ولا وجع إلاّ رفع الله له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة))(٥).

(١) السيد مرتضى العسكري، احاديث أم المؤمنين عائشة، ادوار من حياتها.
(٢) صحيح الترمذي ١:٣٦٣.
(٣) صحيح البخاري، باب صفات النبي(ص).
(٤) صحيح البخاري، باب في عيش النبي(ص).
(٥) مشكل الآثار ٣:٦٤.