كن سمحاً ولا تكن مبذراً، وكن مقدراً ولا تكن مقتراً. ( نهج البلاغة ٤: ١٠)      من أصلح أمر آخرته أصلح الله له أمر دنياه. ( نهج البلاغة ٤: ٢٠)        خذ على عدوك بالفضل فإنّه أحلى الظفرين. ( نهج البلاغة ٣: ٥٤)      آلة الرياسة سعة الصدر. ( نهج البلاغة ٤: ٤٢)       ليس كل طالب بمرزوق ولا كل مجمل بمحروم. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)      
البحوث > الحديثية > رسالة الحقوق للإمام زين العابدين عليه السلام الصفحة

رسالة الحقوق للإمام زين العابدين عليه السلام
الشيخ احمد صمادي
التعريف بالرسالة
رسالة الحقوق هي: للإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، رابع أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، يلقب بزين العابدين وسيد الساجدين وذي الثفنات والسجاد والزكي و... ويكّنى بأبي الحسن.
ولد (عليه السلام) في المدينة المنورة يوم الجمعة الخامس من شعبان سنة ٣٨ هـ(١) ، عاش مع جده أمير المؤمنين (عليه السلام) سنتين، ومع عمه الحسن (عليهما السلام) اثنتي عشرة سنة، ومع والده الحسين (عليه السلام) اثنتين وعشرين سنة.
تولى الإمامة يوم العاشر من محرم بعد شهادة والده سيد الشهداء (عليه السلام)، واستمرت إمامته ما يقارب أربعًا وثلاثين سنة إلى أن استشهد سلام الله عليه عن عمر ناهز السبع والخمسين سنة في الخامس والعشرين من شهر محرم الحرام سنة خمس وتسعين للهجرة(٢) بواسطة سمٍّ دسَّ إليه (عليه السلام) في طعامه بأمر الوليد بن عبد الملك، ودفن في بقيع الغرقد في المدينة المنورة بجانب عمه الحسن المجتبى (عليه السلام).
تشتمل رسالة الحقوق على إحدى وخمسين حقًا، منها ما يهتم بتربية الإنسان على الأسس الصحيحة التي تحكم علاقات الإنسان بربه سبحانه وتعالى ثم بإخوانه المؤمنين ثم بنظرائه من سائر البشر ثم بسائر من يحيط به مما لا بد من التعامل معه.
ومنها ما يهتم ببناء الإنسان من الداخل ويساعده على بناء ذاته ويعطيه شحنة عقائدية وإيمانية ليسير في الخط الصحيح ويرقى إلى درجات السمو الروحي والارتباط بالله عز وجل، وقد اهتمّت رسالة الحقوق بالسلوكيات الشخصية وضبط الجوارح من اللسان والسمع والبصر واليد والرجل وتوجيهها في الاتجاه الصحيح، بالإضافة إلى تأكيدها على الالتزام بالأحكام الإلهية في مختلف المجالات، فيمكن اعتبارها بحق أنموذجًا رائدًا لكل وثائق وإعلانات حقوق البشر في العالم مع أنها جاءت قبلها بقرون متمادية، فإنه (عليه السلام) وضع مواد قانونية يمكن اعتبارها من أهم ما كتب حول الحقوق بل أول إعلان إسلامي بل عالمي لحقوق الإنسان، تنطلق بالإنسان نحو عالم أفضل وأكمل لأنها تعمل على تغيير المحتوى الروحي للإنسان، فإنها رسالة توجّهت إلى النفس الإنسانية وعالجت أدقّ التفاصيل

(١) بحار الأنوار ، للعلامة المجلسي : ٤٦ /٧ ، تحقيق: السيد إبراهيم الميانجي، محمد الباقر البهبودي، ط٢ ، الناشر: مؤسسة الوفاء - بيروت – لبنان.
(٢) وقيل في ١٢ محرم ، وغير ذلك : نفس المصدر: ٤٦/ ١٥٦ .