لا  تتخذن عدو صديقك صديقاً فتعادي صديقك. ( نهج البلاغة ٣: ٥٤)        أحبب لغيرك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لها. ( نهج البلاغة ٣: ٤٥)       بادروا الموت الذي إن هربتم أدرككم، وإن أقمتم أخذكم، وإن نسيتموه ذكركم. ( نهج البلاغة ٤: ٤٦)      من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومنّ من أساء به الظن. ( نهج البلاغة ٤: ٤١)      من زهد في الدنيا استهان بالمصيبات، ومن ارتقب الموت سارع إلى الخيرات. ( نهج البلاغة ٤: ٨ )      
المكتبة > القرآن > تفسير القرآن > جامع البيان في تفسير آي القرآن الصفحة

جامع البيان عن تأويل آي القرآن
تأليف أبي جعفر محمد بن جرير الطبري
المتوفي سنة ٣١٠ هـ
قدم له الشيخ خليل الميس
ضبط وتوثيق وتخريج صدقي جميل العطار
الجزء السابع عشر
دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
جامع البيان عن تأويل آي القرآن
سورة الأنبياء
اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون
ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم
لاهية قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا
قال ربي يعلم القول في السماء والارض وهو السميع
بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا
مآ آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون
وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسئلوا أهل الذكر
وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين
ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين
لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكر كم أفلا تعقلون
وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين
لا تركضوا وارجعوا إلى مآ أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون
قالوا يويلنآ إنا كنا ظالمين فما زالت تلك دعواهم حتى
وما خلقنا السماء والارض وما بينهما لاعبين
لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنآ إن
بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم
وله من في السماوات والارض ومن عنده لا يستكبرون عن
يسبحون الليل والنهار لا يفترون أم اتخذوا آلهة
لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله
لا يسأل عما يفعل وهم يسألون
أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم هذا
وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه
وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا
يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا
ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه
أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والارض كانتا
وجعلنا في الارض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها
وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون وهو
وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم
وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا أهذا
خلق الانسان من عجل سأوريكم آياتي فلا تستعجلون
لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم
بل تأتيهم بغتة فتبهتهم فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون
ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم
قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن بل هم عن
أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر
بل متعنا هؤلاء وآباءهم حتى طال عليهم العمر أفلا يرون
قل إنما أنذركم بالوحي ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما
ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يويلنآ إنا كنا
ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن
ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضيآء وذكرا للمتقين
الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون
وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون
ولقد آتينآ إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين
قالوا وجدنا آبآءنا لها عابدين قال لقد كنتم أنتم
قال بل ربكم رب السماوات والارض الذي فطرهن وأنا
وتالله لاكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين فجعلهم جذاذا
قالوا من فعل هذا بآلهتنآ إنه لمن الظالمين قالوا
قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم قال
فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون ثم نكسوا
قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا
قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين قلنا
ونجيناه ولوطا إلى الارض التي باركنا فيها للعالمين
ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين وجعلناهم
ولوطا آتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التي كانت
وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين
ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من
وداوود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه
وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم
ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الارض التي باركنا
ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملا دون ذلك
وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم
وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين وأدخلناهم في
وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه
فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين
وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير
والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها
إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون
وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون
فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا
وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون
حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب
واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا يويلنا
إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم
لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون
لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون إن الذين
لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون
لا يحزنهم الفزع الاكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم
يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنآ أول خلق
ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الارض يرثها
إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين وما أرسلناك إلا
قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم
فإن تولوا فقل آذنتكم على سوآء وإن أدري أقريب أم
إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون وإن
قال رب احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما
سورة الحج
يأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم
ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل
يأيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم
ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على
ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا
ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي
ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير
يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه
يدعو لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس
إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من
من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة
إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين
ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن
هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب
إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من
إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي
وإذ بوأنا لابراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي
وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين
ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه
حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر
ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب
لكم فيها منافع إلى أجل مسمى ثم محلهآ إلى البيت
ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم
الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على مآ أصابهم
والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا
لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم
إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب
أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير
الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا
الذين إن مكناهم في الارض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا
وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود
فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها
أفلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو
ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوما عند ربك
وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي
قل يأيها الناس إنما أنا لكم نذير مبين فالذين
وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا
ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض
وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به
ولا يزال الذين كفروا في مرية منه حتى تأتيهم الساعة
الملك يومئذ لله يحكم بينهم فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في
والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم
ليدخلنهم مدخلا يرضونه وإن الله لعليم حليم
ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه
ذلك بأن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في
ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه
ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الارض
له ما في السماوات وما في الارض وإن الله لهو
ألم تر أن الله سخر لكم ما في الارض والفلك
وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الانسان لكفور
وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون الله يحكم
ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والارض إن
ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا وما
وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا
يأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من
الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس إن الله سميع
يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم وإلى الله ترجع الامور
يأيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا
وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم
فأقيموا الصلوة وءاتوا الزكوة واعتصموا بالله هو مولئاكم فنعم المولى