ظلم الضعيف أفحش الظلم. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)      ترك الذنب أهون من طلب التوبة. ( نهج البلاغة ٤: ٤٢)        لا تقل ما لا تحب أن يقال لك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٦)      الدهر يومان يوم لك ويوم عليك، فإذا كان لك فلا تبطر، وإذا كان عليك فاصبر. ( نهج البلاغة ٤: ٩٤)        حفظ ما في الوعاء بشد الوكاء. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)      
البحوث > الاصولية > الوسائل الرئيسية للاثبات في علم الاصول الصفحة

الوسائل الرئيسية للأثبات في علم الاصول
السيد محمد باقر الصدر
عملية الاستنباط تتألف من عناصر مشتركة وعناصر خاصة, وعلم الأصول هو علم العناصر المشتركة في عملية الاستنباط, ففيه تدرس هذه العناصر وتحدد وتنظم.
وما دام علم الأصول هو العلم الذي يتكفل بدراسة تلك العناصر فمن الطبيعي أن يبرز هذا السؤال الأساسي: ما هي وسائل الإثبات التي يستخدمها علم الأصول, لكي يثبت بها حجية الخبر أو حجية الظهور العرفي, أو غير ذلك من العناصر المشتركة في عملية الاستنباط؟.
ونظير هذا السؤال يواجهه كل علم, فبالنسبة إلى العلوم الطبيعية نسأل مثلاً: ما هي وسائل الإثبات التي تستخدمها هذه العلوم لاكتشاف قوانين الطبيعة وإثباتها؟ والجواب هو أن وسيلة الإثبات الرئيسية في العلوم الطبيعية هي التجربة. وبالنسبة إلى علم النحو يسأل أيضاً: ما هي وسائل الإثبات التي يستخدمها النحوي لاكتشاف قوانين إعراب الكلمة وتحديد حالات رفعها ونصبها؟ والجواب هو أن الوسيلة الرئيسية للإثبات في علم النحو هي النقل عن المصادر الأصلية للغة وكلمات أبنائها الأولين. فلابد لعلم الأصول إذن أن يواجه هذا السؤال وأن يحدد منذ البدء وسائل الإثبات التي ينبغي أن يستخدمها لإثبات العناصر المشتركة وتحديدها.
وفي هذا المجال نقول: إن الوسائل الرئيسية التي ينبغي لعلم الأصول أن يستخدمها مردها إلى وسيلتين رئيسيتين, وهما:
١ – البيان الشرعي (الكتاب والسنة).
٢ – الإدراك العقلي.
فلا تكتسب أي قضية طابع العنصر المشترك في عملية الاستنباط, ولا يجوز إسهامها في العملية إلا إذا أمكن إثباتها بإحدى هاتين الوسيلتين الرئيسيتين, فإذا حاول الأصولي مثلاً أن يدرس حجية الخبر لكي يدخله في عملية الاستنباط – إذا كان حجة – يطرح على نفسه هذين السؤالين:
هل ندرك بعقولنا أن الخبر حجة وملزم بالاتباع أم لا؟
وهل يوجد بيان شرعي يدل على حجيته؟
ويحاول الأصولي في بحثه الجواب على هذين السؤالين وفقاً للمستوى الذي يتمتع به من الدقة والانتباه, فإذا انتهى الباحث من دراسته إلى الإجابة بالنفي على كلا السؤالين كان معنى ذلك أنه لا يملك وسيلة لإثبات حجية