من أصلح أمر آخرته أصلح الله له أمر دنياه. ( نهج البلاغة ٤: ٢٠)      الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم. ( نهج البلاغة ٤: ٤٠)      إفعلوا الخير ولا تحقروا منه شيئاً، فإن صغيره كبير وقليله كثير. ( نهج البلاغة ٤: ٩٩)        أمسك عن طريق إذا خفت ضلالته، فإن الكف عند حيرة الضلال خير من ركوب الأهوال. ( نهج البلاغة ٣: ٣٩)        لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرّاً. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)      
البحوث > الاصولية > أصول الدين عند الشيعة الصفحة

أصول الدين عند الشيعة
مركز آل البيت عليهم السلام
هناك من يعتقد أن لا مبرّر ولا ضرورة في البحث في أمور الدين ، وهم يتساءلون عن الحتميّة الدافعة للتفكير فيه ، ونحن نوضّح خطأ تفكير هؤلاء فيما يلي ، محاولين التركيز على ضرورة البحث في الدين من وجهتين ، هما :
١ـ حكم العقل القاضي بأن يكون الإنسان شاكراً ربّه ، لما أنعم عليه من الخيرات .
٢ـ حكم العقل القاضي بالتحسّب ودفع الضرر ، ولو كان احتمالياً .
وها نحن نبحث في هاتين المسألتين :
ضرورة الشكر لله :
جميع البشر يتمتّعون بخصائص حياتيّة ، ذاتّية كانت أم بيئية : كالجهاز العصبي والتنفّسي وآلهضمي والدموي والبولي والتناسلي والبصري والسمعي وغيرها من أجهزة وأعضاء أجسامنا ، وكل منها ضروري لاستمرار حياة الإنسان وثمين . ومثلها ضوء الشمس ووجود النباتات والحيوانات والمعادن والفلزّات ، التّي تتواجد في الطبيعة . وكل هذه تعدّ من النعم الإلهية الكبرى التي يمكن الاستفادة منها بواسطة العلم والقدرة اللذين منحا للبشر .
وفوق كل هذا فإنّ وعي الإنسان واستعداده الموهوب له وخلاّقيّته المبدعة هي من نعم الخالق عزّ وجّل . لذا توجّب على الإنسان معرفة هذا المنعم العظيم فيشكره بحكم مسؤوليّة الشكر ، على أننّا نشكر من يقدّم لنا هدّية بسيطة أو خدمة معيّنة ، بحكم مقابله الإحسان بالإحسان . وبحكم القاعدة الفقهيّة الأخلاقيّة التي ربّانا الإسلام العزيز عليها ( من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق) . فعليه فإنّ شكر الخالق يكون من باب أولى .
الحذر من الخطر أو الضرر المحتمل :
لو أُخبر إنسان بقرب وقوع زلزلة مثلاً ، فإنّه سيضطرب ويفكّر في ملجأ يلجأ إليه هو وأفراد عائلته ، ويفكّر فيما يلزم عمله قبل وقوعها ، ومع اتّخاذ التدابير كافة فإنه سوف يبقي