أحسن كما تحب أن يُحسن إليك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٥)      أكبر العيب ما تعيب ما فيك مثله. ( نهج البلاغة ٤: ٨٢ )      خالطوا الناس مخالطة إن متم بكوا عليكم وإن عشتم حنّوا إليكم. ( نهج البلاغة ٤: ٣)        المرء أحفظ لسرِّه. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)        لا تخاطر بشيء رجاء أكثر منه، وإياك أن تجمح بك مطيّة اللجاج. ( نهج البلاغة ٣: ٥٣)      
البحوث > الرجالية > بشر الحافي الصفحة

بشر الحافي
* حسين الشاكري
كان أبو نصر بشر بن الحارث المروزي، من سكنة جانب الكرخ في بغداد، وكان عيّاراً وصاحب لهو ومجون، ولم تمرّ ليلة إلاّ وموائد الخمر وغناء القيان في داره، يحيط به عددٌ من أقرانه رفقاء السوء والمعصية .

مولده ووفاته
ولد في مرو سنة ١٥١ هـ ، وتوفّي في بغداد ٢٢٦، وقيل ٢٢٧ من عمر ناهز ٧٦ عاماً(١) .

سبب تشيّعه
وذات ليلة خرجت جارية من داره لترمي الفضلات في الطريق، إذ مرّ بها الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام) وسمع الغناء، فسألها عن صاحب هذه الدار، فقالت: هي لسيّدي بشر .
فقال لها الإمام: سيّدك هذا أحرٌّ أم عبد ؟
فقالت: بل هو حرّ .
فقال: صدقتِ، لو كان عبداً لخاف من مولاه .
وفي رواية: لو كان عبداً لاستحى من مولاه، ولاستعمل أدب العبودية، وترك اللهو والمعصية .
ثمّ مضى الإمام(عليه السلام) إلى سبيله، ولمّا دخلت الجارية الدار وكانت قد أبطأت عليه بسبب حديثها مع الإمام، فسألها مولاها: ما أبطأكِ ؟
فقالت: مرّ رجل صالح في الطريق يبدو عليه سيماء الصالحين، وآثار العبادة والورع والتقى، فسألني بكذا، وأجبته بكذا، وقال كذا .
فلمّا انتهت الجارية من حديثها، فكّر مليّاً فيما نقلته إليه الجارية سيّما هذه

(١) أعيان الشيعة ٣: ٥٧٩ .