ليس للعاقل أن يكون شاخصاً إلاّ في ثلاث: مرمة لمعاش، أو خطوة في معاد، أو لذة في غير محرم. ( نهج البلاغة ٤: ٩٢)        ليس كل طالب يصيب ولا كل غائب يؤوب. ( نهج البلاغة ٣: ٥٣)        استقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٥ـ ٤٦)      من أصلح أمر آخرته أصلح الله له أمر دنياه. ( نهج البلاغة ٤: ٢٠)      من دخل مداخل السوء اتّهم. ( نهج البلاغة ٤: ٨١ )      
البحوث > المتفرقة > الإمام الحسين عليه السلام ومصلحة الإسلام العليا الصفحة

الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ ومصلحة الإسلام العليا
الشيخ فؤاد كاظم المقدادي
إن للحسين ـ عليه السلام ـ موقعاً رسالياً تميّز به عن سائر أئمة اهل البيت عليهم السلام، وجعل منه رمزاً خالداً لكل مظلوم يصحر بظلامته عبر التاريخ، وصرخة حق تدوّي في وجه الظالمين إلى يوم الدين. وليس جزافاً قول رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـفي حقه ـ عليه السلام ـ إن له درجة لا ينالها أحد من المخلوقين، فعن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال: ((كان النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ في بيت أم سلمة فقال لها: لا يدخل عليَّ أحد، فجاء الحسين ـ عليه السلام ـوهو طفل، فما ملكت معه شيئاً حتى دخل على النبي، فدخلت أم سلمة على إثره فإذا الحسين على صدره، وإذا النبي يبكي، وإذا في يده شيء يقلّبه. فقال النبي: يا أُم سلمة، إن هذا جبرئيل يخبرني أن هذا مقتول، وهذه التربة التي يقتل عليها فضعيه عندك، فإذا صارت دماً فقد قتل حبيبي، فقالت أم سلمة: يا رسول الله، سل الله أن يدفع ذلك عنه ؟ قال: قد فعلت فأوحى الله عزوجل إليّ أن له درجة لا ينالها أحد من المخلوقين، وأن له شيعة يشفعون فيشفَّعون، وأن المهدي من ولده، فطوبى لمن كان من أولياء الحسين وشيعته، هم والله الفائزون يوم القيامة))(١).
وهو الذي نزل الوحي بتسميته حسيناً، فقد روي أنه عندما زُفت البشرى لرسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ بولادة الإمام الحسين عليه السلام، في اليوم الثالث من شهر شعبان المبارك في السنة الرابعة من الهجرة، أسرع ـ صلّى الله عليه وآله ـ إلى دار الزهراءـ عليها السلام ـ فقال لأسماء بنت عمير: ((يا أسماء، هاتي ابني)) فحملته إليه، وقد لُفّ في خرقة بيضاء، فاستبشر ـ صلّى الله عليه وآله ـ وضمَّه إليه وأذَّن في أُذنه اليمنى وأقام في اليسرى، ثم وضعه في حِجرهِ وبكى، فقالت أسماء: فداك أبي وأُمي، ممَّ بكاؤك ؟ قال ـ صلّى الله عليه وآله ـ: ((من ابني هذا)) قالت: إنه ولد الساعة. قال ـ صلّى الله عليه وآله ـ: ((يا أسماء، تقتله الفئة الباغية من بعدي، لا أنالهم الله شفاعتي. ثم قال: يا أسماء، لا تخبري فاطمة فإنها حديثة عهد بولادته)).
ثم قال ـ صلّى الله عليه وآله ـ لعلي ـ عليه السلام ـ:((أي شيء سميت ابني؟)) فأجابه علي ـ عليه السلام ـ: ((ماكنت لأسبقك باسمه يا رسول الله)). فنزل جبرئيل ـ عليه السلام ـ على رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ حاملاً اسم الوليد المبارك، قال لعلي ـ عليه السلام ـ: ((سمه حسيناً))(٢).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(١) البحار ٤٤: ٢٢٥، ح٥.
(٢) الطبرسي، إعلام الورى بأعلام الهدى: ٢١٧. الطبري، دخائر العقبى في مناقب ذوي القربى: ١١٩. الخوارزمي، مقتل الحسين ١: ٨٧ و ٨٨.