ما أكثر العبر وأقل الاعتبار. ( نهج البلاغة ٤: ٧٢)      اتقوا ظنون المؤمنين، فإن الله تعالى جعل الحق على ألسنتهم. ( نهج البلاغة ٤: ٧٣)      إن استطعت أن لا يكون بينك وبين الله ذو نعمة فافعل. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)      أوضع العلم ما وقف على اللسان، وأرفعه ما ظهر في الجوارح والأركان. ( نهج البلاغة ٤: ٢٠)        لا تحملن على ظهرك فوق طاقتك فيكون ثقل ذلك وبالاً عليك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٦)      
البحوث > المتفرقة > المعجزة الصفحة

المعجزة
السيد هاشم محمد
عرفت المعجزة بتعاريف عديدة من القدماء والمعاصرين، منها ما ذكر في كتاب التجريد من أن المعجزة هي: (ثبوت ماليس معتاداً، أو نفي ماهو معتاد، مع خرق العادة ومطابقة الدعوى)(١).
وقد وضحه الشعراني بقوله: (فالمعجزة ثبوت ما ليس بمعتاد مع خرق العادة كصيرورة عصا موسى ثعباناً، أو نفي ماهو معتاد مع خرق العادة، كعجز شجاع في حال شجاعته وسلامته عن رفع سيف مثلاً، فإنها مما لا يتفق عادة)(٢).
وعرفه آخر: (عبارة عن الأمر الخارق للعادة، تظهر من مدعي النبوة بارادة الله، وتكون دليلاً على صدق دعواه)(٣).
توضيح التعريف: (الحوادث الواقعة في العالم إما أن تكون لها اسباب ظاهرة، ويمكن التعرف عليها من خلال التجربة الحسية، كالظواهر الفيزيائية والكيميائية، وإما ألاّ تكون لها اسباب ظاهرة يمكن التعرف عليها من خلال التجربة الحسية، فأسبابها غير عادية. وهي بدورها تنقسم لقسمين:
الأول: أن اسبابها وإن لم نعرفها بالفعل، ولكن التوصل إليها بالتعلم، كما أنه يمكن لقوة اخرى قهرها، والمنع من حدوثها أو بقائها، وابطال تأثيرها. امثال السحر واعمال المرتاضين. حيث يمكن تعلم السحر، أو المنع من تأثيره.
الثاني: الاعمال الخارقة للعادة، والتي لا تتم إلاّ بإذن الله، وتتميز بأنها غير قابلة للتعلم، ولا يمكن لأية قوة اخرى قهرها. وهي لا تختص بالانبياء، بل ربما صدرت من بعض الاولياء، ولكن لو صدرت من النبي سميت (بالمعجزة) ولو صدرت من الولي سميت (بالكرامة).
والمعجزات، قد تقترن بدعوى النبوة، بأن يدعي صاحبها النبوة، فإذا طابقت معجزته دعواه، سميت المعجزة الحقة، فالنبي عيسى ـ عليه السلام ـ ادعى النبوة وأنه يحيي الموتى. وقد طابق عمله دعواه. وأما إذا ادعى النبوة، وخالف عمله دعواه، سميت بالمعجزة المكذبة ، كما فعله مسيلمة الكذاب.

(١) تجريد الاعتقاد: ٣٥.
(٢) شرح تجريد الاعتقاد: ٤٤٨.
(٣) دروس في العقيدة الاسلامية ٢: ٧٠.