سل عن الرفيق قبل الطريق، وعن الجار قبل الدار: نهج البلاغة ٣: ٥٦)      الكلام في وثاقك ما لم تتكلم به، فإذا تكلمت به صرت في وثاقه. ( نهج البلاغة ٤: ٩١)        ربما كان الدواء داءّ والداء دواء. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)      لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه. ( نهج البلاغة ٤: ١١)      أغنى الغنى العقل. ( نهج البلاغة ٤: ١١)      
البحوث > المتفرقة > الفلسفة السياسية في الإسلام محاولة أولية لصياغة نظرية الصفحة
الفلسفة السياسية في الإسلام محاولة أولية لصياغة نظرية(١)
صادق حقيقت(٢)
يهدف هذا البحث الى دراسة مفردات الفلسفة السياسية في الاسلام، مما يتطلب توضيح جملة من القضايا ذات العلاقة بالبحث، لتحاشي الخلط بينها. وسنكتفي في أكثر الموارد ببيان الاطار النظري دون الاستغراق في تفصيلاتها.
وهنا نؤكد أولاً ضرورة توضيح بعض القضايا التي يساهم اغفالها في تعقيد الموضوع:
أولا: ان اعتقاد البعض بعدم ضرورة بيان المقدمة الكبرى للبحث، ليكتفى بذكر المقدمة الصغرى ونتيجة القياس فقط، يؤدي الى الارتباك في البحث.
ثانياً: اختلاف النتائج التي ينتهي اليها الباحثون خلال أبحاثهم: (العقلية ـ الكلامية، الفلسفة السياسية، والآراء السياسية) يعود لاختلاف منهج البحث فبعض يختار المنهج المنطقي، والآخر يتناول الموضوع اعتماداً على اسلوبه السياسي، ويتبنى فلسفة وفكراً خاصين، فلا بد من بيان المنهج المعتمد في البحث سلفاً.
الفلسفة السياسية
كانت (العلوم السياسية) حتى القرن التاسع عشر كلمة عامة تشمل الفلسفة السياسية.
وكانت حتى القرن العشرين تعد إحدى فروع العلوم المسلكية، وتشابه العلوم التجريبية لكنها تقابل الفلسفة السياسية.
وللفلسفة السياسية بعد عقلي خلافاً لعلم السياسة، فالفيلسوف السياسي يحكم على المستقبل في ضوء الحاضر، كحكمه ـ مثلاً ـ على العقد الاجتماعي وغيره.
والفلسفة السياسية تقوم بدراسة ظاهرة الدولة، علاقة الفرد والمجتمع، أساليب الحكام، كيفية تقسيم السلطة والثروة، شرح العدالة، وبيان أسس المشروعية، وغير ذلك من المفردات(٣).
السياسة
يعرف (مونتسكيو) السياسة بأنها: ممارسة الحكم على الشعب، بينما يقول (هارولد لاسكي) ان السياسة تعني: أي الاشخاص يفوز، وبماذا يفوز، ومتى وكيف ولماذا ؟ لكن (ديفيد ايستون) يرى ان السياسة هي: التمكن من فرض القيم على أنحاء المجتمع(٤).

(١) نقلها الى العربية، اسامة الاوسي.
(٢) باحث اسلامي من الحوزة العلمية في قم.
(٣) راجع: الكيالي، عبد الوهاب، موسوعة السياسة، بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ط١، ١٩٩٠، ج ٤، ص ٥٨٦ ـ ٥٨٩.
(٤) العالم، عبد الرحمن، أسس علم السياسة، طهران، منشورات ني، ط١٩٨٤، ص٣٠.