ربما كان الدواء داءّ والداء دواء. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)      اتقوا ظنون المؤمنين، فإن الله تعالى جعل الحق على ألسنتهم. ( نهج البلاغة ٤: ٧٣)      بادروا الموت الذي إن هربتم أدرككم، وإن أقمتم أخذكم، وإن نسيتموه ذكركم. ( نهج البلاغة ٤: ٤٦)      من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومنّ من أساء به الظن. ( نهج البلاغة ٤: ٤١)        لا تحملن على ظهرك فوق طاقتك فيكون ثقل ذلك وبالاً عليك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٦)      
البحوث > المتفرقة > الثابت والمتغير عند الإمام الخميني والعلامة الطباطبائي والشهيد الصدر الصفحة

الثابت والمتغير عند الامام الخميني والعلامة الطباطبائي والشهيد الصدر
أحمد المبلغي(١)

الثابت والمتغيّر
نشير في مقدمة البحث إلى نقاط ثلاث هي:
أولاً ـ أهمية البحث
يحظى بحث الثابت والمتغير في الاسلام بأهمية كبيرة، ففي ظله نستطيع ان نجلّي قدرة الاسلام على ادارة المجتمعات المعقدة، ونثبت بطلان الشبهة، التي ترى عدم قدرة الاحكام الاسلامية على حل مشكلات الانسانية، او قلتها مع تزايد احتياجات البشرية وكثرة صعوباتها وازماتها، فهذا الفكر الخاطئ يرى عدم امكانية الاحكام الاسلامية الثابتة على تلبية تلك الاحتياجات المتفاقمة، ورفع الصعوبات المتزايدة وادارة المجتمعات المعقدة.
ثانياً ـ البعد العلمي
لم يكن بحث الثابت والمتغير في الاسلام بحثاً بسيطاً، يمكن انجازه بتقديم افكار آنية وموضوعات براقة. فالبحث في هذا المجال يحتاج من جهة الى خبرة طويلة بالمجتمعات الانسانية المعقدة، ومن جهة اخرى يتطلب فهم الاسلام واهدافه وعمق تعاليمه، اضافة الى اطلاع كاف على منهج واسس الاجتهاد. وهذه المعارف شرط للدخول الى حل المسألة، وحل هذه المسألة يحتاج الى تنظير، اي ينبغي على من اكتسب المعرفة حتى اصبحت طوع يده ان يقدّم، بشكل جدى وعلى مستوى عال من الحساسية والدقة مع مراعاة جميع الجوانب، نظرية تتوافر على خصلتين، هما:
أ ـ ان يصور الاسلام وقدراته تصويراً صحيحاً وواضحاً.
ب ـ ان يكون قادراً على وضع اساس واطار افضل للتخطيط والسياسة والتوجهات الاسلامية.
ان ما قلناه سابقاً دليل على كمال اي نظرية في هذا الخصوص، لكنّ هناك ملاكين اذا تجردت النظرية عن احدهما اصبحت باطلة من الاساس، وهما:
اولاً: يجب ان لا تخلط النظرية بين مساحات الثابت والمتغير، ولا تخطأ في تحديد مصاديق كل واحد منها.
ثانيا: ينبغي ان لا تبتلي النظرية بتقليد الاراء، فاغلب من يرد هذا البحث ليس له اطلاع على علم الاصول والاجتهاد مما يجعل نظريته فاقدة كلا الملاكين، فلا يضع من ليس له الاهلية قدمه في هذا الوادي السحيق، كما ينبغي على من ينظّر من العلماء ان يراعي الدقة في عمله.

(١) باحث اسلامي من الجمهورية الاسلامية.