إضاءات حول تباين علم الكلام الجديد وفلسفة الدين
د. أحد قراملكي
١. صياغة المسألة
يعتور العلاقة بين علم الكلام الحديث وفلسفة الدين غموض من نواح متعددة. فمن ناحية نجد ان هوية علم الكلام الجديد ـ على مستوى التعريف ـ لم تظفر إلى الآن بتعريف يزيح غبار الغموض عنها، أضف إلى ذلك ان المنظومة المعرفية لهذا العلم الجديد ـ على مستوى التحقق ـ لم تُحدَّد معالمها بوضوح بعد. ومن ناحية أخرى، فان اختلاف التصورات المطروحة عن فلسفة الدين، قد زادت الأمر غموضاً. ان هذا الغموض في العلاقة بين هذين العلمين يعود إلى حد ما إلى حداثتهما. فقلة ما كُتب حول علم الكلام الجديد وفلسفة الدين تحكي هذا الغموض الناشئ من حداثة الاثنين، وهو غموض لم يقتصر على الطلبة فحسب بل شغل حتى الباحثين والكتّاب. فلربما اختار باحث لموضوع ما فلسفة الدين عنواناً، في حين يرى باحث آخر ان لا شأن لهذا الموضوع بعنوانه. على انك قد تعثر على تصورات مختلفة ومتخالفة حول ماهية علم الكلام الجديد ومنظومته المعرفية قد يناهز عددها عدد ما نشر حول الموضوع من مقالات(١).
من هنا، أُعطيت أجوبة متباينة عن العلاقة بين علم الكلام الجديد وفلسفة الدين: ((… لذا ربما سمي علم الكلام الجديد أحياناً بفلسفة الدين. ففلسفة الدين اليوم لها معنى أعم، إذ تشمل علم الكلام القديم والجديد معاً…))(٢)
((ما نطلق عليه علم الكلام الجديد، يسميه المتكلمون الغربيون فلسفة الدين))(٣).