لا تظلِم كما لا تحب أن تُظلَمَ. ( نهج البلاغة ٣: ٤٥)      أغنى الغنى العقل. ( نهج البلاغة ٤: ١١)       ليس كل طالب بمرزوق ولا كل مجمل بمحروم. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)        أمسك عن طريق إذا خفت ضلالته، فإن الكف عند حيرة الضلال خير من ركوب الأهوال. ( نهج البلاغة ٣: ٣٩)      الطمع رق مؤبد. ( نهج البلاغة ٤: ٤٢)      
البحوث > المتفرقة > الإنسان المعاصر والآفاق الحضارية المستقبلية الصفحة

الإنسان المعاصر والآفاق الحضارية المستقبلية
الدكتور مدثر عبد الرحيم الطيب*
لاشك أن انهيار المنظومة الشيوعية في أواخر العقد المنصرم ومطلع هذا العقد الأخير كان من أهم الأحداث العالمية التي وقعت في هذا القرن ـ على الأقل منذ عام ١٩١٧ ـ ومن أعظمها تأثيراً في عالمنا المعاصر، وعلى مختلف الأصعدة عملية وفكرية; وذلك لأن قوى الشيوعية المنهارة لم تتمثل في مجموعة من كبريات الدول ومن أعظمها قوة ونفوذاً في العالم وحسب، بل لأن الماركسية ـ اللينينية التي بنيت عليها كانت مشروعاً حضارياً متكاملاً، سعى بناته ودعاته لاعادة صياغة الحياة البشرية في ضوئه، ولخلق انسان جديد على وفق القيم والتصورات التي ناضلوا وماتوا من أجلها(١).
ولئن استـنتج سدنة النظام العالمي الذي بدأ في التبلور منذ انهيار الشيوعية (ومن بينهم ـ على صعيد الفكر ـ رجال من أمثال فوكوياما، صاحب «نهاية التاريخ») ان الزلزال الذي أطاح بالنظم الشيوعية قد فتح الطريق للمبادئ والقيم التي يختص المعسكر الغربي برعايتها لكي تسود العالم، وان سيادة تلك القيم بعد انهيار الشيوعية يمثل نهاية التاريخ ـ كما ادعى

* اُستاذ جامعي من السودان.
(١) لا شك أن كتابات ماركس وانجلز واتباعهما هي خير المصادر للتعرف على المشروع الحضاري الشيوعي. ومن أجود الدراسات الناقدة لتيارات الفكر الماركسي منذ مبتدئها كتاب:
Heszek Holakowski: Main Currents ofMarxism,London, ١٩٦٨.
ومن أمتع الدراسات الخاصة بانهيار المنظومة الشيوعية كتاباً:
- Rolf Dahrendoif: Reflections on theRevolution inEurope, London ١٩٩٠.
- Z. Brzezinski: The Grand Failure NewYork, ١٩٩٠.