خالطوا الناس مخالطة إن متم بكوا عليكم وإن عشتم حنّوا إليكم. ( نهج البلاغة ٤: ٣)        أحبب لغيرك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لها. ( نهج البلاغة ٣: ٤٥)       من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومنّ من أساء به الظن. ( نهج البلاغة ٤: ٤١)      من أمن الزمان خانه، ومن أعظمه أهانه. ( نهج البلاغة ٣: ٥٦)      بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد. ( نهج البلاغة ٤: ٤٩)      
البحوث > المتفرقة > الإعلام والتبليغ الصفحة

الاعلام و التبليغ
قراءة في المصطلح والوسائل
* مازن مرتضى
من الضروري، ونحن نعيش في عصر اعلامي مثير، في الوقت الحاضر، يحكُمنا الكتاب والصحيفة والمجلة وقنوات التلفزيون وموجات الراديو وشبكات المعلومات الدولية (الانترنيت)، وأجهزة اعلامية اخرى، من الضروري أن نفهم جيداً الاعلام الغربي الحاضر وادواته ووسائله، ونقارن ـ نحن المسلمين ـ بما نملك من أجهزة اعلامية، اعلامنا وطريقة نشرنا لأفكارنا ومبادئنا، بذلك الاعلام الغربي المتغلغل في كل شيء والناشر خيوطه في كل مكان.
بل ومن الضروري أن نتساءل: هل يملك المسلمون إعلاماً وطريقة في نشر أفكارهم واحوالهم واخبارهم؟
وهل هناك ما يشبه الاعلام الغربي، في الاسلام، سواء في الصدر الاول، أو في امتداد حضارته، واذا لم نسمع بكلمة «الاعلام» بمعناها الحديث في القرآن وفي الحضارة الاسلامية، فكيف اذن نشر المسلمون دينهم وحضارتهم وافكارهم الى انحاء كثيرة من العالم، وماذا كانوا يطلقون على تلك العملية الكبيرة التي حوّلت البلدان غير الاسلامية الى اسلامية او الى مجتمع اسلامي؟
لقد وردت في تاريخنا كلمة «الغزو» و «الفتح»، وهاتان كلمتان لاشك يمتان بصلة الى الاعلام، ولكنهما ليستا اعلاماً، انهما كلمتان تدخلان ضمن الاصطلاحات العسكرية والحربية.
لكن هناك كلمة وردت في القرآن وفي تاريخنا الحضاري تمثل العملية الاعلامية أحسن تمثيل، ويمكننا مرادفتها بكلمة «الاعلام»، تلك هي كلمة «التبليغ» فاذا كان هناك اعلام غربي معاصر، فهناك في تاريخنا الاسلامي، «تبليغ اسلامي» كان غاية المسلمين في نشر دعوتهم الى العالم، ولا شك ان