كن سمحاً ولا تكن مبذراً، وكن مقدراً ولا تكن مقتراً. ( نهج البلاغة ٤: ١٠)        ربما كان الدواء داءّ والداء دواء. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)      ربّ قولٍ أنفذ من صول. ( نهج البلاغة ٤: ٩٤)      من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر. ( نهج البلاغة ٤: ٤٧)       ليس كل طالب بمرزوق ولا كل مجمل بمحروم. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)      
البحوث > المتفرقة > المؤثرات الأجنبية في فكر المعتزلة الصفحة

المؤثرات الأجنبية في فكر المعتزلة
ودورهم في نقل الحضارة الإسلامية
د. فالح الربيعي
نظراً الى ان الاعتزال عرف في التاريخ الإسلامي كمدرسة ومذهب فكري وفلسفي بحت، وانه ظهر كمولود طبيعي للبيئة الإسلامية أولاً، وامتزاج الحضارة الإسلامية بالثقافات الاُخرى كاليونانية، والفارسية، والهندية وغيرها ثانياً، هذا الامتزاج الذي تمثّل في اختلاط العرب بالامم الاخرى من جهة، وحركة الترجمة من جهة اخرى، فاننا سوف نركز حديثنا في البدء على بيان واستعراض الاوضاع الفكرية والثقافية التي سادت المجتمع الاسلامي خلال الفترة التي نشطت فيها حركة الاعتزال.
بدأ اختلاط الاعاجم بالعرب يمارس تأثيراته الفكرية على المجتمع الاسلامي بعد ان استقرّت وهدأت حركة الفتوح عندما آل السلطان الى بني امية (٤١ ـ ١٣٢ هـ) (٦١١ ـ ٧٥٠ م)، فظهرت على اثر ذلك شريحتان رئيسيتان هما العرب والاعاجم، اي غير العرب.
وعلى اثر هذا الاختلاط بدأت الثقافات والحضارات الاخرى التي نقلها الاعاجم معهم الى الفكر الاسلامي تمارس تأثيرها على الحياة الفكرية والثقافية.
حركة الترجمة
كانت حركة الترجمة التي بدأت في العصر الاموي تمثل المظهر الرئيس من مظاهر تلك التأثيرات الاجنبية على الحضارة الاسلامية، ورغم انها كانت في بداية امرها ذات نطاق محدود من حيث السعة والانتشار، الا ان هذه التأثيرات بدأت بالظهور بشكل بارز وواضح مع مجيء العباسيين الى الحكم وافساح المجال للعناصر غير العربية وخصوصاً الفرس لممارسة دور اكبر على الصعيد السياسي، والاجتماعي والفكري.

* باحث ادبي، استاذ في الجامعة الاسلامية ـ ايران.