من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه. ( نهج البلاغة ٤: ١٠٦)      العلم خير من المال، والعلم يحرسك وأنت تحرس المال. ( نهج البلاغة ٤: ٣٦)        خير القول ما نفع. ( نهج البلاغة ٣: ٤٠)      من استبد برأيه هلك، ومن شاور الرجال شاركها في عقولها. ( نهج البلاغة ٤: ٤١)      ترك الذنب أهون من طلب التوبة. ( نهج البلاغة ٤: ٤٢)      
البحوث > المتفرقة > النص المسيحي قراءة في صحة النسبة بين دلالة الخطاب وسلطة الكنيسة الصفحة

النص المسيحي قراءة في صحة النسبة بين دلالة الخطاب وسلطة
الكنيسة
د. سعيد شبّار(١)
لم يحظ نص من النصوص أيّاً كان مصدره، بمثل ما حظي به النص الديني من دراسة وتوثيق، وتحليل وتفسير، ومرجع ذلك طبعاً إلى كونه، نصاً يُتعبّد به، ويُتقَرّب به الى الله تعالى، ومصدر الاعتقاد والسلوك والعمل لدى معتنقيه.
ونص رسالة الاسلام ـ آخر النصوص الدينية المنزلة، ينسخها ويهيمن عليها ـ أشار الى ما لحق تلك النصوص السابقة عليه من تحريف وتبديل، ولبس للحق بالباطل.. فكان هذا إيذاناً بفتح حوار ديني واسع بين الديانات السماوية، (اليهودية، النصرانية، الاسلام)، عرف فيما بعد بـ «علم مقارنة الأديان»، حيث انكب المهتمون بهذا العلم، على البحث عن أوجه التحريف والتبديل الذي طال الديانتين اليهودية والنصرانية، وذلك باعتماد الحقائق التاريخية، والمناهج التحليلية النقدية المقارنة وغيرها.
وهذه قراءة ـ أولية ـ للنص المسيحي، تحاول استجلاء بعض مظاهر الاضطراب والتحريف التي لحقته من خلال دلالة النص ومعطياته من جهة، ومن خلال سلطة الكنيسة التي كان لها أكبر الأثر في توجيه وإعادة صياغته من جهة ثانية. وقد تناولنا في هذه القراءة ثلاثة محاور لها صلة وثيقة بالموضوع، هي: الأناجيل والحواريون، شاول بولس والمسيحية، الكنيسة والسلطة الدينية.

١ـ الأناجيل والحواريون
يتكون الكتاب المقدس عند المسيحيين من العهدين; القديم والجديد، وكلمة «الإنجيل» عندهم كلمة يونانية معناها (الحلوان)، وهو ما تعطيه من أتاك ببشرى، ثم أريد بها البشرى عينها. أما السيد المسيح فقد استعملها بمعنى (بشرى الخلاص) التي حملها الى

(١) باحث من المغرب.