إياك ومصادقة الكذاب فإنّه كالسراب يقرب عليك البعيد ويبعد عليك القريب. ( نهج البلاغة ٤: ١١)      خاطر من استغنى برأيه. ( نهج البلاغة ٤: ٤٨)      لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. ( نهج البلاغة ٤: ٤١)        ليس كل طالب يصيب ولا كل غائب يؤوب. ( نهج البلاغة ٣: ٥٣)        أمسك عن طريق إذا خفت ضلالته، فإن الكف عند حيرة الضلال خير من ركوب الأهوال. ( نهج البلاغة ٣: ٣٩)      
البحوث > المتفرقة > التعددية الدينية المفهوم والاتجاهات الصفحة

التعددية الدينية المفهوم والاتجاهات
* ماجد الغرباوي
لم تمض فترة من معاناة الشرق في صراعه مع وافد غريب باغت اجواءه الثقافية والفكرية حتى يستفيق على وافد جديد يستفز مشاعره واحاسيسه الدينية والقومية، ويبقى يعاني شدة وطأته، ولم تنتهِ حالة الصراع حتى يحسم الموقف نهائياً منه: (الوافد/ المفهوم/ المصطلح/ الفكرة/ النظرية) اما الرفض المطلق او القبول المطلق او السعي الى مقاربته وموائمته بشكل ينسجم مع الرصيد الثقافي والاجتماعي له.
ويعود السبب الى فقدان التوازن والانبهار او الانكماش والانكفاء من اي وافد يطرق فضاءنا الثقافي والفكري الى سببين:
الأول: الانبهار بالحضارة الغربية والحكم على صحة جميع مالديها من نتاجات فكرية وثقافية وفنية قياساً على واقعها المادي المتطور. وقد يصل الانبهار الى مستوى يتخلى فيه المتغرب عن تراثه وقيمه، ويرفع شعار اللحاق بالغرب والتخلص من الماضي وتركته. وهذا النمط من السلوك نتاج الاستلاب الثقافي والفكري وتضاءل الوعي الى حد يستمرئ معه الشخص حالة الانسحاق امام الآخر، وعدم الشعور بأي قيمة، بما في ذلك القيم الانسانية التي تتجه بالانسان نحو الكرامة والعزة وقوة الأنا وعدم الشعور بالخجل والانكسار المنهزم امام المد الحضاري.
الثاني: هو الجمود والتحجر ورفض اي جديد لانه جديد، والحفاظ على الماضي لانه ماض وربما عاش في ظل مقولات نهائية وجزمية في تصوره، لا تقبل المراجعة وتتعالى على النقد، فيبقى اسيرها لاهم له سوى الحفاظ عليها والدفاع عنها، وعدم التفريط بها، سواء اثبتت جدواها الحياتية ام لا، عالجت شيئاً من الواقع المرير ام لا، فتراه يضطرب وترتعد فرائصه من اي ملاحظة تطالها.
ان المراجعة والنقد لا تعني بالضرورة ان يتخلى الانسان عن منظومته الفكرية او التنازل عن هويته الحضارية، بل اعادة النظر في ضوء الواقع واختبار صحة