اليسير من الله سبحانه أعظم وأكرم من الكثير من خلقه وإن كان كلٌّ منه. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)        إسع في كدحك ولا تكن خازناً لغيرك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٦)      صدر العاقل صندوق سره. ( نهج البلاغة ٤: ٣)      الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد. ( نهج البلاغة ٤: ١٨)      كثرة الإطراء تحدث الزهو وتدني من العزة. ( نهج البلاغة ٣: ٨٨ )     
البحوث > المتفرقة > التعددية الدينية رؤى لاهوتية وكلامية الصفحة

التعددية الدينية رؤى لاهوتية وكلامية
مختار الاسدي*
ان ظاهرة التنوّع الديني، التي قادت الى ما يسمى (التعددية الدينية) أضحت اليوم من أهم الاثارات أو المواضيع المطروحة أمام الفكر الديني المعاصر، والتي يحاول المفكرون المسلمون التعاطي معها بحزم وجدّية. وان لم يتوفروا بعد على جواب شاف يمكن ان يُعتبر صحيحاً أو نهائياً لها.
والسؤال الرئيسي الذي يطرح نفسه اليوم : كيف السبيل لفهم أفضل أو تقدير أرجح لتقييم ظاهرة التنوع الديني؟ هل واحدة فقط من العقائد الدينية في دنيا الناس مثلاً، هي الأصل والاجدر من غيرها بالتصديق والاعتقاد، وغيرها تابع أو فرع أو اجتهاد؟ وهل هذا الاعتقاد أو ذاك هو الدين التام الكامل، فيما العقائد والديانات الاخرى كلها باطلة ومنسوخة؟! هل يمكن ان نرى نور الحقيقة الالهية في جميع الاديان العالمية باعتبارها كلها (أي هذه الأديان) وبلا استثناء تجليات متباينة لمرايا مختلفة ينعكس فيها هذا النور، وتترشح عنها فكرة الخلاص أو النجاة في يوم الوقت المعلوم؟! أم أن واحدة فقط هي الصحيحة والباقيات منسوخات أو باطلات أو ضلالات؟!
واذا كان وارثو دين واحد محدد بعينه هم وحدهم الذين يشملهم الخلاص يوم القيامة فأين سيكون موضوع الرحمة واللطف الالهيين؟ وكيف يمكن أن تُفهم الهداية الربانية لبني الانسان؟.

* كاتب اسلامي ـ العراق.