شتان ما بين عملين: عمل تذهب لذته وتبقى تبعته، وعمل تذهب مؤونته ويبقى أجره. ( نهج البلاغة ٤: ٢٨)       ليس كل طالب بمرزوق ولا كل مجمل بمحروم. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)      الكلام في وثاقك ما لم تتكلم به، فإذا تكلمت به صرت في وثاقه. ( نهج البلاغة ٤: ٩١)        خض الغمرات للحق حيث كان. ( نهج البلاغة ٣: ٣٩)      مرارة الدنيا حلاوة الآخرة، وحلاوة الدنيا مرارة الآخرة. ( نهج البلاغة ٤: ٥٥)      
البحوث > المتفرقة > الاسلام والتحدي العلمي الصفحة

الإسلام والتحدي العلمي
بقلم الشيخ طه الولي
قبل أن نخوض في صلب موضوع (الإسلام والتحدي العلمي) لابد لنا أولاً من أن نبدأ بالكلام عن المفهوم الاصطلاحي الذي قرره القدماء من العلماء المسلمين للعلم، والمواصفات النظرية والتطبيقية التي حددها هؤلاء العلماء للتعريف به وبيان أغراضه وأقسامه وأنواعه.
تصنيف العلماء المسلمين للعلوم
ربط العلماء المسلمون (العلم) من ناحية المبدأ بالشرع الإسلامي، وجعلوا من هذا الشرع الميزان الذي يقاس به كل ما يندرج تحت اسم العلم، ومدى ضرورته أو ضرره بالنسبة لجماعة المسلمين، كما جعلوا من الشرع أيضاً الحكم الذي يعطي الضوء الأخضر لإجازة بعض العلوم والضوء الأحمر لتحريم بعضها الآخر.
وبذلك تكون جميع العلوم قد أخضعت للاعتبارات الدينية، وأصبحت تابعة لهذه الاعتبارات لجهة كونها حلالاً أو حراماً.
قال برهان الإسلام الزرنوجي في كتابه (تعليم المتعلم طريق التعليم): (وإنما شرف العلم بكونه وسيلةً إلى البرِّ والتقوى الذي يستحق بها المرء الكرامة عند الله والسعادة الأبدية).
وعلى هذا الأساس فإنّ العلوم بنظر المسلمين رهينة بما ألزمها به الشرع الإسلامي نفسه من الدوران في فلكه؛ إذ إنّ غاية كل علم يجب أن تكون استحقاق الكرامة عند الله، ونيل السعادة الأبدية سواء في الدنيا أم في الآخرة.
ومن خلال هذا المدخل، فإنّ هؤلاء العلماء قسموا العلوم إلى أربعة أقسام:
الأوّل: علوم مفروضة فرض عينٍ أي التي تطلب معرفتها من كل مسلم ومسلمة، وهي علوم القرآن الكريم والمبادئ الضرورية من علم الدين اُصولاً وفروعاً.
الثاني: علوم مفروضة فرض كفاية: أي التي إذا قام بها البعض لم تطلب معرفتها لدى الآخرين، وهي جميع العلوم الدينية.