قيمة كل امرئ ما يحسنه. ( نهج البلاغة ٤: ١٨)      من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه. ( نهج البلاغة ٤: ٦)      من زهد في الدنيا استهان بالمصيبات، ومن ارتقب الموت سارع إلى الخيرات. ( نهج البلاغة ٤: ٨ )      اتقوا ظنون المؤمنين، فإن الله تعالى جعل الحق على ألسنتهم. ( نهج البلاغة ٤: ٧٣)      الثناء بأكثر من الاستحقاق ملق. ( نهج البلاغة ٤: ٩١)      
البحوث > المتفرقة > الثقافة الاسلامية وجامعتنا المعاصرة الصفحة

الثقافة الاسلامية وجامعاتنا المعاصرة
الدكتور محمد سيف
لكلمة «الثقافة» في الاذهان مفاهيم مختلفة، فهي عند بعض مرادفة للتهذيب والتربية، وعند بعض آخر تعني: عادات الامة وتقاليدها واعرافها التي يتلقاها الفرد في المجتمع، وتتوارثها الاجيال خلفاً عن سلف. وبالرجوع الى معاجمنا العربية، نجدها تفيد معنى الحذق والمهارة واصلاح الاعوجاج، ومن مادتها «الثقافة»، وهي آلة تثقيف الرماح وتقويمها واصلاح مابها من اعوجاج.
أما في الاصطلاح العرفي، فقد أصبحت تفيد معنى مايكتسبه الانسان من ضروب المعرفة النظرية والخبرة العملية. التي تحدد طريقته في التفكير ومواقفه في مختلف ظروف الحياة، على أي وجه حصلت تلك المعرفة وتيسرت تلك الخبرة، سواء كانت من البيئة والمحيط والمدرسة، أو من طرق ومصادر أخرى غيرها.

مفهوم الثقافة الاسلامية
الثقافة الاسلامية، تعني تهذيب العقل والذهن، واعلاء الاحساس والوجدان، وخلق قوة خارقة في الانسان المسلم تحكمه من الداخل، وتراقب سلوكه، وتقيم ما اعوج من تصرفاته وأفعاله، ليصبح آية في الانضباط، ممتثلاً ما أمر الله به، مبتعداً عما تنهى عنه طاعة الله عزوجل وتقربنا اليه زلفى.
وجولة منا عابرة في رياض الوحي الالهي، تضعنا أمام حجم هائل من المادة التثقيفية، يتضمن كل ماتمس اليه حاجة الانسان في عاجل أمره وأجله، ويلبي متطلباته في دنياه وآخرته.
كما أن رحلة عجلى مع المصطفى (ص) في سيرته وشمائله تنقلنا الى صميم الحياة الاسلامية، متجسدة في أفعاله وسلوكه وأخلاقه، كنموذج يحتدى ومثال يقتدى.
وفي شخصه تحققت وظيفة الدين في المجتمع من خلال التنظيم الذي أحدثه المصطفى (ص) في المؤسسات الاجتماعية والثقافية والادارية والسياسية، اذ كان الدين حاضرا في كل المرافق، دافعاً محركاً نحو البناء والتأسيس على نحو بلغ حد الكمال.
من عطاء الثقافة الاسلامية
آمن الرسول بقدرة الاسلام على انشاء الانسان الكامل القادر على التغيير، فصاغ في ضوء مبادئه وقواعده وأحكامه وآدابه جيلاً جديراً أن يطلق عليه «جيل القرآن»، وأخرج منه خير أمة للناس جامعاً بين القوة المادية والمعنوية وبين حسنات الدنيا وحسنات الآخرة.على يد هذه الامة تم تحقيق التقدم العلمي والحضاري والاخلاقي الباهر، وعلى يديها تعلم الناس فن كرامة