لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه. ( نهج البلاغة ٤: ١١)      بالإفضال تعظم الأقدار. ( نهج البلاغة ٤: ٥٠)      خاطر من استغنى برأيه. ( نهج البلاغة ٤: ٤٨)        لن لمن غالظك فإنّه يوشك أن يلين لك. ( نهج البلاغة ٣: ٥٤)        خض الغمرات للحق حيث كان. ( نهج البلاغة ٣: ٣٩)      
البحوث > المتفرقة > الاسلام دين المستقبل الصفحة

الإسلام دين المستقبل
محمد صادق الإبراهيمي
الإسلام دين المستقبل، هذه الحقيقة التي أكّدها القرآن الكريم: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنَّهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكِّنَنَّ لهم دينَهم الذي ارتضى لهم وليبدلنَّهم من بعدِ خَوفِهم أَمنا)، هي ذاتها التي صار يعتقد بها الكثير من أتباع الثقافات الأخرى، بالاضافة إلى المسلمين، فما هي الحقائق الكامنة وراء هذا الاعتقاد؟ وهل ثمة مؤثرات واقعية تدل على ذلك، ولا سيما ان البشرية باتت تعاني من أزمات خانقة على الصعيد الأخلاقي والروحي؟
فتطور الحياة يسوق البشرية نحو الإسلام، إذ الحياة المعاصرة تقتضي خصوصيات وعوامل معينة لا تتوافر في غير الدين الإسلامي من قبيل قدرة الإسلام على استيعاب البشرية، وتوحيد ثقافاتها المختلفة لصوغ الثقافة العالمية الموحدة، والمرونة اللازمة لمواكبة تطورات الحياة مواكبة فاعلة، وقدرة الإسلام على حل أهم مشاكل الانسان المعاصرة كالأمن والعدل والتنمية ووتوافره ـ كذلك ـ على تغذية الانسان المعاصر من الناحية الروحية وتوفير الطمأنينة وراحة الضمير و….
لكن ثمة حقيقة هي أنّ الخصوصيات الذاتية ـ مهما تكن مهمة ومؤثرة ـ لا تكفي وحدها
لاحلال ثقافة معينة أو دين معين، ولابد من تخطيط وعمل كما أشارت إليه الآية الشريفة أعلاه (آمَنُوا)و (عَمِلُوا) وهذا يتطلب «خطة مدروسة» و «عملاً دؤوباً» وهكذا يفترض البحث في ثلاث نقاط هي كالآتي:

خصوصيات دين المستقبل
لابد لدين المستقبل من أن يخطو بعوامل ذاتية تجعله أقدر من غيره على تأمين حاجات الانسان المادية والمعنوية ومعالجة أهم قضاياه المعاصرة كالسلام والاستقرار والعدل وغيرها. وهذه الخصوصية يمكن شرحها ضمن النقاط التالية:
أوّلاً: القدرة على الاستيعاب:
ممّا يؤهل الإسلام باعتباره ديناً للمستقبل، انفتاحه وسعته، فقد مرت حياة الإنسان الاجتماعية والثقافية بمراحل ابتدأت بالانانية ثم القبلية فالعنصرية والقومية … احداها أوسع من الآخرى، وكلما تطورت الحياة وتقاربت الأمم انقرضت الثقافات الضيقة وتبدلت بأنظمة جديدة أوسع منها. وهذه القاعدة صادقة على الأديان أيضاً، وكلما تطورت الحياة نُسِخَت الشريعة السابقة