أحبب لغيرك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لها. ( نهج البلاغة ٣: ٤٥)         ما أقبح الخضوع عند الحاجة والجفاء عند الغنى. ( نهج البلاغة ٣: ٥٥)      أكرم الحسب حسن الخلق. ( نهج البلاغة ٤: ١١)        بئس الطعام الحرام. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)      المرء مخبوء تحت لسانه. ( نهج البلاغة ٤: ٣٨)      
البحوث > المتفرقة > الأبعاد العالمية في العقيدة الإسلامية الصفحة

الأبعاد العالمية في العقيدة الإسلامية
الشيخ عبدالكريم آل نجف
تلعب العقيدة الصحيحة دورا مهما في حياة الإنسان يتجلى في أمرين :
الأول : تحديد نظرة صحيحة للكون والحياة والإنسان وبلورة موقف صحيح بشان ذلك .
الثاني : إرساء قواعد التفكير السليم وتنقية الذهن والإحساس والعواطف مما يعلق بها من شوائب تحرف مسيرها عن الخط الصحيح أو تقلل من كفأتها في الميدان العملي وتغذية الحاجة إلى الإشباع الفكري والروحي الصحيح لدى الإنسان فمن الواضح ان غربة الإنسان عن الحقيقة في الميدان العقائدي تجعله أسيرا للإحساس بالفراغ والحاجة إلى الإشباع فيتجه لمعالجة ذلك الإحساس وهذه الحاجة بكل ما يصادفه من تصورات وأفكار وآراء فيكون عرضة للوقوع في الانحراف الذي لا تقف سلبيته عند حدود ضياع الحقيقة العقائدية وإنما تصل إلى ما قد يكون اخطر من ذلك ، وهو ربط الذهن والإحساس بجملة من الأغلال والشوائب التي تقيد حركة الإنسان أو تحرفها أو تقلل من كفأتها ففي الشرك مثلا يرتبط الذهن والإحساس والتصور الإنساني بفكرة زائفة تنأى بالإنسان عن الاستقامة في كل ما يتصوره ويفكر فيه ويخطط له وباختصار ان الفكرة الزائفة إذا ثبتت في الذهن الإنساني قادته إلى الزيف في كل شي ولذا نجد القرآن الكريم يربط دائما بين التفكير غير السوي وبين العقيدة الفاسدة قال تعالى : ( والدار الاخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون ) (١) ( ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون ) (٢) .
( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها ) (٣) ( أو لم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض ) (٤) .
وفي القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تستنكر على المشركين أو المنحرفين غربتهم عن التفكير السوي والمنطق السليم مع سلامة الجهاز الحسي والعقلي لديهم .

١ـ الأعراف : ١٦٩ .
٢ـ يس : ٦٢ .
٣ـ الحج : ٤٦ .
٤ـ الأعراف : ١٨٥ .