خذ على عدوك بالفضل فإنّه أحلى الظفرين. ( نهج البلاغة ٣: ٥٤)        لا تحملن على ظهرك فوق طاقتك فيكون ثقل ذلك وبالاً عليك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٦)      الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر. ( نهج البلاغة ٤: ٧٩)      مرارة الدنيا حلاوة الآخرة، وحلاوة الدنيا مرارة الآخرة. ( نهج البلاغة ٤: ٥٥)      من زهد في الدنيا استهان بالمصيبات، ومن ارتقب الموت سارع إلى الخيرات. ( نهج البلاغة ٤: ٨ )      
البحوث > المتفرقة > النجف الاشرف والأدوار التي مرت بها الصفحة

النجف الأشرف والأدوار التي مرّت بها
السيد علي السيد حسين يوسف مكي*
النجف الأشرف البلد الأغر والموطن المقدّس، الذي تهفو له النفوس، وتشتد إليه القلوب، وتتطلع إليه الأبصار، رغبةً في زيارته والمقام فيه.
إنه الرمز المبارك الذي يرمز إلى اعتبارات كثيرة عند المسلمين عامة والشيعة خاصّة، وأهمها وأولاها أنه مدفن الإمام عي بن أبي طالب أمير المؤمنين وسيد الوصيين وإمام المتقين(عليه السلام)، الذي ضمّ جسده الطاهر في ترابه، فتبارك أرضًا وتشرّف مقامًا وتسامى عزًا وشرفًا وقدسًا.
والنجف كجامعة علمية، عرفها التاريخ منذ زمن بعيد، وسجّل لها أضخم حركة علمية تواصلت في عطائها وفي حركتها الثقافية الدينية وغيرها إلى يومنا هذا.
وبرغم المناوشة التي كانت تحاول جاهدة أن تصغّر مكانتها وأهميتها وتقلّل من دورها العلمي، وبرغم الظروف المختلفة والمتعبة التي تعرّضت لها النجف وجامعتها في السنين المتأخرة، والتي استهدفت تقليل الاهتمام بها وإبعادها وحذفها من جغرافيا الحركات العلمية والمؤسسات والمراكز الدينية المهمّة، ورغم كل هذه الأمور استمرّت النجف في عطائها وفي إثبات وجودها، ولم تسجّل تراجعًا أبدًا في حركتها وفي نشاطها العلمي والفكري.
وإذا كانت الجامعات العلمية التي تأسّست وقامت في البلاد العربية والإسلامية، والتي أضحت منارًة مشعًّة مضيئًة في الفكر الإنساني والعلوم الإنسانية والأخلاقية وغيرها، وأعطت الدعم الكامل لكل جهد علمي ولكل تحرّك فكري يرتقي بالإنسان إلى مراتب المعرفة السامية والعلم النافع، فإنّ النجف وحدها كانت تضاهي تلك الجامعات والمؤسّسات في حركتها وعطائها في مختلف العلوم الإنسانية.
وليس هذا ادّعاءً من القول أو مبالغةً فيه، فمن خلال اطّلاعي على كثير من المخطوطات

* آية الله السيد علي مكي مرجع للشيعة في سوريا.