كن سمحاً ولا تكن مبذراً، وكن مقدراً ولا تكن مقتراً. ( نهج البلاغة ٤: ١٠)        أمسك عن طريق إذا خفت ضلالته، فإن الكف عند حيرة الضلال خير من ركوب الأهوال. ( نهج البلاغة ٣: ٣٩)      ترك الذنب أهون من طلب التوبة. ( نهج البلاغة ٤: ٤٢)        إسع في كدحك ولا تكن خازناً لغيرك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٦)        لا تحملن على ظهرك فوق طاقتك فيكون ثقل ذلك وبالاً عليك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٦)      
البحوث > المتفرقة > بشارة الملكوت في دعوة المسيح عليه السلام الصفحة

بشارة الملكوت في دعوة المسيح (عليه السلام)
الشيخ حاتم إسماعيل*
 لقد تحدّثت الأناجيل عن أن السيد المسيح (عليه السلام)، وطيلة ثلاث سنوات هي سِني دعوته الشريفة، كان يطوف في مجامع اليهود العبادية واعظًا ومبشرًا، إضافة إلى المعجزات التي كان يأتي بها من شفاء أمراض مستعصية، وإحياء موتى، وغير ذلك مما لم يكن مألوفًا ولا ممكنًا في عالم الطب، رغم انتشاره وتطوره الشديد، شكّلت دلائل آيات لإثبات صحة ما يدعو إليه، وأنه بإذن الله تعالى، ولم يكن شفاء المرضى وإحياء الموتى غاية في نفسه.
وهذا هو ما دلّت عليه الآية القرآنية المباركة، في معرض الحديث عنه (عليه السلام): {وَرَسُولاً إلى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}(١).
أما حقيقة دعوته (عليه السلام) وجوهرها فهي عبارة عن البشارة بـ"اقتراب ملكوت السماوات"، كما هو مسطور في مختلف فصول الأناجيل.
فما هو الملكوت الذي دعا إليه السيد المسيح؟
وما هي حقيقته؟
وهل هو ملكوت مادي أرضي، أم ملكوت معنوي روحي، لا يتجاوز آفاق النفس الإنسانية؟
معنى الملكوت:
الملكوت في اللغة على وزن فعلوت من الملك، وهو عبارة عن السلطنة العظيمة، والملك الثابت العزيز، ويمكن إرادة ملكوت الله تعالى، باعتبار أنه المالك الحقيقي لكل المخلوقات كما في قوله تعالى: {فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ}(٢)، ويمكن استعمالها وإرادة الملك

* باحث إسلامي ومدرّس في الحوزة العلمية .
(١) آل عمران٤٩.
(٢) سورة يس: آية ٨٣.