الدماغ والنفس والثقافة
د. محمد الشامي
مقدمة
إدغار موران مفكّر فرنسي كبير وعالم اجتماع وفيلسوف يعمل في المركز الوطني للأبحاث العلمية في فرنسا. له كتابات قيّمة في علم الاناسة والفلسفة ونظرية المعرفة. يتميّز بدقة التحليل وسعة المعرفة، وهو في كتاباته ذو اتجاه مادي علمي.
وهذا النص هو ترجمة لأحد فصول كتابه (التعقيد الإنساني )(١)، وهي ترجمة بتصرّف، راعينا فيها تبسيط المطلب مع الحفاظ على المضمون الذي يريده الكاتب.
وقد ارتأينا ترجمة هذا الفصل لما له من أهمية علمية وفلسفية فيما يرتبط بوظيفة الدماغ وعلاقته بالنفس. وذلك من أجل إغناء الحوار وإثراء النقاش في هذه المواضيع الإنسانية المهمة، علمًا بأن أفكار الكاتب لا تعبّر بالضرورة عن رأي المترجم.
ترجمة النص
ثمة في الجنس البشري كليات أناسية معرفية ترتبط بطبيعة أدوات الحواس والدماغ، وبمنظومة التمثل والعلاقة بين النفس والدماغ (الاحتساب والتأمل ) (٢)، إنها أدوات المعرفة، ووسائط إدراكية تشتغل على المحيط الخارجي وتدمجه في نسقها ومنظومتها، وهي تستخدم