أحسن كما تحب أن يُحسن إليك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٥)      العفاف زينة الفقر، والشكر زينة الغنى. ( نهج البلاغة ٤: ٨٠ )        من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه. ( نهج البلاغة ٤: ١٠٦)        اليسير من الله سبحانه أعظم وأكرم من الكثير من خلقه وإن كان كلٌّ منه. ( نهج البلاغة ٣: ٥١)      من أصلح أمر آخرته أصلح الله له أمر دنياه. ( نهج البلاغة ٤: ٢٠)      
البحوث > المتفرقة > حدوث الكون وولادته عند النبي وآل بيته عليهم السلام الصفحة

حدوث الكون وولادته عند النبي الاكرم وآل بيته عليهم السلام
عبدالله المؤمن
فكرة بداية الكون عند القدماء والمعاصرين:
فهم القدماء وخاصة الحضارات القديمة الكبرى كالبابلية والمصرية والفارسية والهندية والصينية الكون فهماً خاطئاً، فقد اعتقد كثير من أبناء تلك الحضارات ان الكون أزلي أبدي وليس حادثاً، وإذا عرفه بعضهم على أنه حادث فذلك فهم خرافي لم يقم على أسس علمية صحيحة، باستثناء أخبار الأنبياء الذين تخللوا تلك الشعوب، فلا شك أنهم قالوا الحقيقة حقيقة ان الكون حادث، فاخبارهم من الله ومن أصدق من الله قولاً.
واذا قرأت القرآن الكريم ستجد أن القرآن كله ينطق بحدوث الكون وخلقه بعد أن لم يكن وذلك من خلال كلمات خلق أبدع فطر وما شابه ذلك من الكلمات الدالة على خلق الكون.
قال تعالى: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ)(١)، وهناك آيات اخرى مشابهة وبألفاظٍ اخرى لا مجال لذكرها هنا وقد نأتي عليها في موضوع لاحق.
وقد تبع المسلون القرآن في قولهم بان الكون حادث خلق بعد ان لم يكن وان لم يدخل علماء الفلك المسلمون في تفصيل ذلك لقلة امكاناتهم العلمية وبتطور العلم والتكنولوجيا الحديثة وخاصة في بداية القرن العشرين ظهرت عدة نظريات حديثة تتحدث عن ولادة الكون ونشأته وتطوره وظهرت معها فروع جديدة لعلم الفلك وأشهرا علم الكون cosmology وعلم نشأة الكون cosmogony علم نشأة الكون.
ولعل أشهر نظرية قالها علم الكون في ولادة الكون وتطوره نظرية (الانفجار العظيم) Big Bany، وتقول النظرية: فمنذ نحو ١٥ ـ ٢٠ بليون سنة كانت كل مادة الكون وطاقته مركزتين في منطقة صغيرة كانت مضغوطة للغاية وشديدة الحرارة للغاية وانفجرت النقطة بانفجار ضخم مهمول فتناثرت محتويات تلك النقطة إلى جمع الاتجاهات وتكون المكان والزمان كله(٢).
وهي كما نعلم (نظرية) وليست حقيقة علمية فقد يلغيها المستقبل بنظرية اخرى، والأمر رهن بتطور العلم والتكنولوجيا.

(١) ـ سورة البقرة ـ الآية ١١٧.
(٢)  ـ قاموس دار العلم الفلكي ـ عبد الأمير المؤمن ـ ص٧٢.