كن سمحاً ولا تكن مبذراً، وكن مقدراً ولا تكن مقتراً. ( نهج البلاغة ٤: ١٠)      بادروا الموت الذي إن هربتم أدرككم، وإن أقمتم أخذكم، وإن نسيتموه ذكركم. ( نهج البلاغة ٤: ٤٦)      ظلم الضعيف أفحش الظلم. ( نهج البلاغة ٣: ٥٢)        الرزق رزقان: رزق تطلبه ورزق يطلبك، فإن أنت لم تأتِه أتاك. ( نهج البلاغة ٣: ٥٥)        إسع في كدحك ولا تكن خازناً لغيرك. ( نهج البلاغة ٣: ٤٦)      
المكتبة > الحديث > متون الأحاديث > بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار الصفحة

بحار الانوار الجامعة لدرر أخبار الائمة الاطهار
تأليف العلم العلامة الحجة فخر الامة المولى الشيخ محمد باقر المجلسي (قدس الله سره)
الجزء الاول
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي سمك سماء العلم ، وزينها ببروجها للناظرين ، وعلق عليها قناديل الانوار بشموس النبوة وأقمار الامامة لمن أراد سلوك مسالك اليقين ، وجعل نجومها رجوما لوساوس الشياطين ، وحفظها بثواقب شهبها عن شبهات المضلين ، ثم بمضلات الفتن أغطش ليلها(١)وبنيرات البراهين أخرج ضحاها ، و مهد أراضي قلوب المؤمنين لبساتين الحكمة اليمانية فدحاها ، وهيأها لازهار أسرار العلوم الربانية فأخرج منها ماء‌ها ومرعاها ، وحرسها عن زلازل الشكوك والاوهام ، فأودع فيها سكينة من لطفه كجبال أرساها ، فنشكره على نعمه التي لا تحصى ، معترفين بالعجز والقصور ، ونستهديه لمراشد أمورنا في كل ميسور ومعسور . ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة علم وإيقان ، وتصديق وإيمان ، يسبق فيها القلب اللسان ، ويطابق فيها السر الاعلان . وأن سيد أنبيائه ونخبة أصفيائه ونوره في أرضه وسمائه محمدا صلى الله عليه وآله عبده المنتجى ، ورسوله المجتبى ، وحبيبه المرتجى ، وحجته على كافة الورى ، وأن ولي الله المرتضى ، و سيفه المنتضى(٢)، ونبأه العظيم ، وصراطه المستقيم ، وحبله المتين ، وجنبه المكين ، علي بن أبي طالب عليه السلام سيد الوصيين ، وإمام الخلق أجمعين ، وشفيع يوم الدين ، ورحمة الله على العالمين . وأن أطائب عترته وأفاخم ذريته وأبرار أهل بيته سادات الكرام وأئمة الانام ، وأنوار الظلام ، ومفاتيح الكلام ، وليوث الزحام ، وغيوث الانعام ، خلقهم الله من أنوار عظمته ، وأودعهم أسرار حكمته ، وجعلهم معادن رحمته ، وأيدهم

(١) في الصحاح : أغطش الله الليل : أظلمه .
(٢) نضا سيفه وانتضاه : سله .(*)